فاصلة:
((من سار راكباً حصان سواه لا يستطيع ركوب الحصان ساعة يشاء))
- حكمة إسبانية -
التفاعل مع الناس في مواقع التواصل الاجتماعي تعلِّمنا دروساً في الأخلاق لا نتعلمها في المدارس أو الجامعات، لأنها تحوي الناس بمختلف توجهاتهم وأفكارهم.
لكن أجمل الدروس ما وجدته في قول لحكيم في حكاية قديمة، إذ قال «عامل الناس بطبعك لا بطبعهم»،
والحكاية أن عجوزاً جلس على ضفة نهر وفجأة لمح قطاً وقع في الماء، قرر العجوز أن ينقذه فمد له يده فخمشه القط، سحب العجوز يده متألماً ثم بعد دقيقة أعاد المحاولة لإنقاذ القط، ومرة أخرى خربش القط يده فتألم العجوز لكنه عاد للمرة الثالثة يحاول أن ينقذ القط واستمر القط في إيلامه، كان بجانبه رجل شاهد المشهد فقال للعجوز: كل هذه المحاولات لإنقاذ القط ولم تتعظ.
لم يهتم له العجوز وظل يحاول حتى أنقذ القط ثم اتجه إلى الرجل قائلاً «يا بني من طبع القط أن يخمش ومن طبعي أن أحنو وأعطف، فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي».
بالفعل عندما يحاول الإنسان أن يلبس لباس آخر محاولاً التغلب على طبعه يخسر في النهاية، ذلك لأنه خالف طبيعته، فإن لم تأت النتائج بما يحب ويرضى ندم على سلوكه.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي ليس دائماً يفهم الآخرون ما تود إيصاله، وليس دائماً هناك من يحسن الظن بك، وهناك البعض الذي يفرز سموم تربيته المعقدة عليك، وهناك من يسقط عليك فشله واحباطاته، وهناك من يشتمك ويشكك في دينك ووطنيتك من دون أي دليل.
بعض الناس تستسهل الضرر بالآخرين والعنف اللفظي، دامها أمنت العقوبة.
كن نفسك دائماً مهما كان الآخرون، ولا تهتم بردود الأفعال، كن أنت أنت واسمح لهم أن يكونوا هم كما يريدون.
الناس لا يشبهون بعضهم البعض وليسوا بصمة مكررة منك فتقبلهم كما هم بكل ما فيهم من حسنات وسيئات تعش مرتاحاً في عالمك.