يردد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله ابن عبدالعزيز - يحفظه الله - دوماً عبارة: «دامكم بخير فأنا بخير». ويعلم الجميع مقدار الحب الذي يحمله هذا الملك الصالح في قلبه لشعبه، على اختلاف مناطقهم الجغرافية، وتوجهاتهم الفكرية، وطبقاتهم الاجتماعية، فما زلنا نذكر - قبل سنوات - كيف أنه عاد من رحلة خارجية مرهقة، وتوجَّه فوراً إلى منطقة جازان العزيزة؛ ليتفقد مواطنيها الكرام، بعد أن داهمها فيروس مرضيّ مُعْدٍ. والغريب أنه كان أقل تحفظاً، وأكثر حماساً من كبار المسؤولين الذين كانوا يرافقونه؛ فقد حرص بعضهم على ارتداء الكمام الواقي من العدوى، وهو الأمر الذي لم يفعله ولي العهد - حينها - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز!
بعد تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم، قبل عشر سنوات، توقَّع كثيرون، بل طالبوا بتغيير وزاري، وإداري شامل، لكن الملك الحكيم كان له رأي آخر؛ فقد ظل يراقب أداء المسؤولين، ويقيّمهم؛ إذ لم يكن همه التغيير لأجل التغيير، وحسب؛ فما يهمه هو أن يكون المسؤول على قدر التحدي، ويحقق رغبته الصادقة في خدمة الوطن والمواطن؛ فقد كانت خدمة المواطن - ولا تزال - هي الهاجس الأكبر لهذا الملك الذي أحب شعبه، فأحبوه؛ لذا تابعنا - على مدى سنوات حكمه - تغييرات إدارية، ووزارية، جاءت على فترات متباعدة، وحصلت بهدوء، وكانت مدروسة بعناية فائقة، وكان من نتيجتها ثورة تطويرية شاملة في مجالات مهمة، كالعمل، والقضاء، على سبيل المثال.
قبل أيام تابعنا عاصفة تغيير وزارية كبرى، وكان واضحاً أنها جاءت نتيجة لعمل كبير، وجهد مُضْنٍ؛ فقد شملت وزارات حيوية، معظمها خدمي، يتعلق بالمواطن، ومرة أخرى نقرأ من خلال هذه التغييرات الرغبة الصادقة للملك عبدالله في تطوير أداء الوزارات التي شملها التغيير؛ لتواكب الثورة التنموية التي نعيشها.
ومن هذا المنبر نتمنى التوفيق للوزراء الجدد، ونأمل أن يضعوا نصب أعينهم أنهم نالوا ثقة هذا الملك الذي يهمه أمر واحد: «خدمة المواطن». ولعلهم يدركون أن الجميع متفائل بمقدمهم، ويتوقع منهم الكثير، في ظل الدعم الكبير الذي تلقاه وزاراتهم من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين. كما نتمنى التوفيق للوزراء الذين تم إعفاءهم؛ فالإعفاء لا يعني بالضرورة وجود تقصير؛ إذ لا يراودنا شك في أنهم بذلوا كل ما بوسعهم، وحان الوقت لأن تعطَى الفرصة لغيرهم؛ لتتواصل مسيرة التنمية.
وفي النهاية، فإن المواطنين يدركون حجم الحيّز الذي يحتلونه في قلب ملك البلاد؛ لذا فلسان حالهم دوماً يقول: «دامك أنت بخير يا خادم الحرمين فنحن بخير».