سر نجاح أي شركة عامة أو خاصة هو ((التناغم)) بين منسوبيها الذي يخلق الولاء لهذه المؤسسة فيؤدون عملهم بتفان وحب فيكون ثمرة ذلك التفوق.
وأجزم أن ((شفرة)) نجاح ((مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر)) هو ((التناغم)) الذي حولها من مبنى صغير يحوي عدة غرف، وعدداً محدوداً من العاملين أغلبهم متعاونون تصدر صحيفة أسبوعية من 12 صفحة إلى كيان إعلامي عملاق سنامه صحيفة الجزيرة اليومية بموادها المتنوعة وتغطياتها الواسعة ووجهات النظر على أعمدتها وصفحاتها وملاحقها فضلاً عن حشد الإعلان على صفحاتها، ووصولاً إلى منتجاتها الأخرى الإلكترونية.
لقد عايشت هذه البذرة الصغيرة التي بسقت أغصانها، وتعددت منتجاتها منذ أن تولى أمانة تأسيسها والعمل فيها رجال منهم من قضى نحبه ومنهم من لا يزال يدير ويحرك تروس نجاحها وفي مقدمتهم عاشقها أ/ خالد المالك الذي ارتبط بها كتوأم سيامي معها حتى أنه عندما ابتعد عنها ضمرت وكادت أن تكون من آثار الماضي ثم عاد إليها وكان معه رجال أخلصوا وأعطوا حتى عاد إليها وهجها التحريري وإنتشارها وإعلاناتها وهاهي اليوم بأوج نجاحها وتألقها يقودها رجال متناغمون: رئيس مجلس إدارتها الفاضل أ/ مطلق المطلق وربان تحريرها أ/ خالد المالك، ومديرها العام م/ عبداللطيف العتيق ومعهم كوكبة من الكفاءات الإدارية والتحريرية وفريق من الشابات والشباب يديرون تروس العمل فيها: إدارة وتحريراً.
لقد كان في ذهني وأنا أكتب بالقلم عفواً أضغط على ((الكيبورد)) أن تكون مقالتي عن
((ملتقى الجزيرة بدبي 2014)).. ولكن وجدتني أسافر إلى ماضيها الذي كان هو مدماك انطلاقتها ونجاحها، ولقد رأيت ترجمة ما تحدثت عنه في دانة الخليج ((دبي)).. رأيت ((الجزيرة العملاقة)) بإمكاناتها وقياداتها وشبابها وشاباتها وكتابها وكتاب زميلاتها وشركاء نجاحها من رجال أعمال ومعلنين ومحبين.
لقد سكن الانبهار عيون الحاضرين والمشاركين بما رأوه من تنظيم وإعداد وجهد وحب من منسوبي هذه المؤسسة لمؤسستهم، فلم يكن بينهم رئيس ولا مرؤوس، كان الجميع ((أوتاراً)) يعزفون لحن نجاح ((جزيري)) واحد، وكان هذا أجمل ما لفت الحضور.
إن النظرة البعيدة للقائمين على ((الجزيرة)) أنهم لم يرتهنوا إلى نجاح مؤسستهم في الحاضر بل قرؤوا المستقبل مستشرقين مواكبته بمنتجات جديدة وإضافية تتماهى معه ومع إيقاع العصر.
لقد عرض الجزيريون أمام الحضور بكل شفافية: خطط وملامح حاضر وغد الجزيرة: الصحيفة والمؤسسة التي أدركت أنها لابد أن تواكب العصر سواء في تقنية إعلانها الجديدة وشكلها، أو تزامن منتجاتها الورقية مع منتجاتها الرقمية إلى تطوير منتجاتها الإلكترونية.. إلخ ولم تخش المنافسة بل جعلت الفضاء مفتوحاً للتنافس تماماً بمثل وضوحها عند مبادرة إعلان أرقام المطبوع والموزع منها ثقة بقدراتها وإمكاناتها التنافسية.
أخيراً: لمزيد من نجاح ملتقى الجزيرة السنوي فإنني أقدم أربعة مقترحات:
الأول: أن يتم في كل ملتقى اختيار كفائتين من المؤسسة: واحدة تحريرية والثانية إدارية لتكريمها بهذه المناسبة تثميناً لعطائهما وحفزاً لزملائهما، ومثل هذه الخطوة تعطى لمثل هذه الاحتفائية بعداً ينعكس على المزيد من نجاحات المؤسسة.
الثاني: إفادةً واستثماراً للحضور الإعلامي والاقتصادي الكبير والمتميز لملتقيات الجزيرة: فأقترح إقامة ندوة ضمن مناشط كل ملتقى يتم اختيار موضوعها بعناية مما يكون حديث الوسط الإعلامي أو الإقتصادي كمثل ندوة يكون عنوانها: ((الصحافة الورقية والرقمية: تقاطع أو تكامل)) ومثل هذا المنشط يجعل لهذا الملتقى أفقاً جديداً يتم توظيف ما يطرح فيه بحاضر ومستقبل المؤسسات الإعلامية والإعلانية والاقتصادية.
الثالث: لكيلا يكون شركاء نجاح الجزيرة نسخة مكررة في كل ملتقى أقترح تنوع شركاء النجاح من الضيوف بحيث لا يدعى لحضور الملتقى من تم دعوتهم بالعام السالف سواء كانوا كتاباً بالجزيرة وغيرها أو رجال أعمال بوصف أن من شاركوا في أحد الملتقيات أخذوا فكرة كاملة عن الجزيرة وإمكاناتها وخطط مستقبلها لذا يحسن أن تكون الدعوة لكل ملتقى لأسماء أخرى لتعرف عن جزيرة الحاضر والمستقبل فضلا عن التجديد بالملتقى وضيوفه.
الرابع: أقترح أن يسمى ((ملتقى الجزيرة لعام...)) فهو أكبر من حفل الذي يعني اختزاله بمناسبة احتفالية عادية كما هي الصورة الذهنية لاسم حفل وهو - للحق - أكبر من ذلك والاسم الألْيق به أن يسمى ((ملتقى الجزيرة)) ليشي ويشير إلى كافة مناشطه ومعارضه وجلساته وتقنياته وحفله.
ظلت الأم: «الجزيرة» شامخة بحاضرها ومستقبلها.
=2=
** آخر الجداول**
* للمتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام