عيب على أمريكا ألا تقوم باعتقال الإرهابي نفتالي بينيت زعيم حزب المستوطنين (البيت اليهودي) ووزير الاقتصاد في حكومة نتنياهو ومحاكمته، بعد محاضرته المثيرة للقرف، وتهجمه على الولايات المتحدة وسياساتها، وتصريحاته المثيرة حول ضم القدس والضفة الغربية والجولان، واعتباره أن حل القضية الفلسطينية يكمن في عدم حلها..!
إن هذه التصريحات عبَّر عنها صراحة في المؤتمر السنوي لمنتدى صبان الإسرائيلي الأمريكي الحادي عشر، الذي عُقد في واشنطن، والذي تحدث فيه عدد من المسؤولين الأمريكيين من جو بايدن وهلاري كلينتون وجون كيري وكبيرة مستشاري الرئيس أوباما.. والقائمة تطول.. إلخ.
إنَّ سكوت الولايات المتحدة على مثل هذه التصريحات هو مشاركة وتغطية لفكر الاستيطان الصهيوني الإرهابي ما لم تقم بإدانة هذه التصريحات والمواقف المعبَّر عنها علانية داخل أمريكا نفسها.
إن تأكيد المسؤولين الأمريكيين على العلاقة الاستراتيجية التي تربط بلادهم بالكيان الصهيوني، والحفاظ على أمنه وسلامته، وكأنه يقع تحت التهديد، يؤكد مشاركة الولايات المتحدة في الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان الغاشم في حق الشعب الفلسطيني أولاً، وبقية شعوب المنطقة، والتغطية على إرهابه وجرائمه من القتل والاعتقال والتوسع والضم وفق سياسة صهيونية ثابتة ومعلنة من جانب ساسة هذا الكيان، ويعتبر تحدياً صارخاً للشرعية الدولية وللقانون الدولي؛ ما يفرض على الولايات المتحدة أن تحدد موقفها من هذه الجرائم التي توصف بجرائم حرب يعاقب عليها القانون الإنساني والدولي.
إن أمثال الوزير الصهيوني نفتالي بينيت الذي يقف على يمين اليمين الصهيوني يمثل صورة واضحة من صور قادة الإرهاب والاستيطان الصهيوني الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني دون رادع، فماذا تمثل مثل هذه التصريحات والمواقف المعلنة؟ أليست هي الإرهاب بعينه الذي تدعي الولايات المتحدة أنها في حرب ضده منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م؟! إن سياسات الكيان الصهيوني وجرائمه في المنطقة تعتبر أهم موئل ومصدر من موائل ومصادر الإرهاب في الشرق الأوسط. إن مواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط تقتضي القضاء على موئله ومصادره الفكرية والمادية قبل مواجهته العسكرية، وفي مقدمتها هذه الثقافة الاستعمارية التي يمثلها الكيان الصهيوني وغلاة الصهيونية من الإرهابيين المستوطنين أمثال نفتالي بينيت، لكن الازدواجية الأمريكية في التعاطي مع ظاهرة الإرهاب تخرج هذا الصنف من الإرهاب الصهيوني الاستيطاني من دائرة المواجهة، بل يحظى بالرعاية المستترة والظاهرة أحياناً عندما يستضاف أمثال نفتالي بينيت، ويُتاح لهم مخاطبة الجمهور الأمريكي من البيت الأمريكي مباشرة، وعندها تسقط أوراق التوت التي تتستر بها الولايات المتحدة، كما يسقط ادعاؤها في البحث عن السلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية على أساس مبدأ الدولتين، من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين وتحت رعايتها، التي ثبت فشلها على مدى عشرين عاماً خلت.