الموروث الشعبي ثروة غالية لا تقدر بثمن يجهل البعض مقداره ومكانته، ومن ذلك الشعر والقصص الجميلة والأمثال التي تركها لنا الآباء والأجداد ومن سبقهم من القدماء ممن عرفوا قيمة تلك الثروة، وقد عني الكثير من المهتمين بالموروث الأدبي أيما عناية وحفظوا لأهله حقوقهم سواء في نسبتها لهم رواية أو حفظها في الصدور أو جمعها في كتب تضمها وتحفظها من الضياع، والمؤلفات في هذا المجال كثيرة لا أريد أن أتحدث عنها رغبة في الاختصار، إضافة إلى أن ذلك يحتاج لوقت طويل ومساحة كبيرة والمجال لذلك غير متاح، لكنني سأسلط الضوء على من حفظ لنا هذا الكنز العظيم وهم أولوا الفضل بعد الله في بقائه إلى يومنا هذا مسطراً في الكتب، ومحفوظاً في الصدور وفي وسائل متعددة حفظته وأبقته لنا يتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، ومن هؤلاء الرواة الذين أمتعونا بالرائع من القصص والشعر الجميل والأمثال الرائعة التي يحفظونها في صدورهم الشاعر والراوي: ناصر بن عبد الله المسيميري من محافظة الرس الذي يمتع كل من يحضر مجلسه بالجميل من الكلام، ويبدع حينما يتحدث والكل ينصت، وقد تشرفت بحضور مجلسه مرات عديدة استفدت منه كثيرا، وتعلمت منه ما يجعلني أقف له إجلالا واحتراما ومصفقا لهذا الإِنسان الذي يتميز بقوة الحفظ، والحرص على صحة الرواية حفظا لحقوق الأدباء ناهيكم عن خلقه الفاضل وتعامله الحسن، والروعة في سرد القصة وإلقاء القصيدة وهي صفات من النادر أن تجتمع في شخص، ولا أقول ذلك مجاملة بل هي الحقيقة التي رأيتها ورآها غيري ممن زار مجلس الشاعر واستمع له منصتا، وكم أتمنى أن يحافظ على هذا الراوي وأمثاله من المبدعين في فن الرواية، ويسعى محبو الأدب وكل قناة تهتم بالرواية بل بالأدب عموما لتكريمه، خاصة أنه خدم الأدب الشعبي كثيرا لسنوات طويلة مضت من خلال تأليف مجموعة من الكتب التي تعنى بالرواية والشعر والقصص والأمثال، زيادة على كتب تخص الألغاز خاصة أنه من شعراء الألغاز وله باع طويل في ذلك حتى لقب بشاعر الألغاز الأول، بل إنني أناشد أهل الرس لتكريمه في مناسبة تليق به، وكل محافظة فيها راوي بتكريمه، وتكريم كل من يستحق التكريم ممن خدموا الأدب وقدموا لنا كل جميل، والله من وراء القصد.
صالح بن عبد الله الزرير التميمي - الرس