تُنشر في مجلات نقدية تقوم بها شركات متخصصة في أبحاث ودراسات السوق، مقارنات إنتاجية أو إدارية أو ديموغرافية بين مستخدمي منتج ما. وتعتمد على أرقام دقيقة وإحصاءات بيعية مؤكدة. ونتائج ملموسة ليس الغرض منها الكيد إنما الشفافية والوضوح مع المستخدم ستعود بالطبع بالفائدة على الشركة المنتجة أو الجهة المعنية لتطوير خطتها الإنتاجية أو سلوكها الإداري. فالتطوير بحد ذاته إحدى ركائز النجاح!
يوم الخميس الماضي كنت عائدة من دبي بعد حضور الحفل السنوي الذي نظمته مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر للسنة الثالثة على التوالي. وكان حفلاً كما شعاره «دوماً معاً» الذي يحمل بُعداً أخوياً، شفافاً، مفعماً بالإنسان ومشاركته وجدانياً قبل أي اعتبار عملي أو رسمي آخر. تفوقت المؤسسة بقياداتها وإداراتها ومنظميها على نفسها أولاً، مقارنة بحفل العام الماضي وما قبله من كل الجوانب، سواء بالبرامج وثرائها أو باختيار المواقع أو باحترافية الموارد البشرية في فنيات الاستقبال والتنظيم والتنسيق. وتفوقت ثانيا على ما هو سائد في عالم الصحافة؛ بكسر القالب الرسمي وإضفاء لمسة إحساس وفن وجمال على مثل هذه الملتقيات. منذ هبطت الطائرة في مطار دبي وحتى مغادرتي له بمرافقة مجموعة ناشطة من الموارد البشرية كانت حاضرة لتوديع الضيوف وأنا أعيش تجربة حية ممتلئة بالدهشة البصرية والروحية المعرفية معاً. ومن الجدير بالذكر أن الجريدة لم تستعن بشركة منظمة أو أي من متعهدي المناسبات. بل كان ذلك العرض المبهر من كل النواحي والأشبه بفلم أوسكاري لم يغادر صغيرة إلا بلمسة إبداع وإتقان. من ابتسامة المنظمات اللواتي استقبلننا في الفندق حتى تزويدنا بالنشرات المفصلة عن برامج اللقاء، والبطاقات التعريفية. من حضور رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير والمدير العام وطاقم الإدارة في قلب الحدث للإشراف والمشاركة في كل التفاصيل من ورش العمل حتى استقبال الضيوف، ومن سؤال المدير العام عن مدى سعادتك وراحتك حتى ورش العمل الثرية بالمعلومات والمناقشات التي تناولت قضايا اقتصادية وتقنية هامة. الأمر الذي جعل طاقم العمل يبدو ككتلة إدارية واحدة يتساوى فيها الرئيس والمرؤوس في حالة حميمية أخوية عميقة. كل ذاك كان من تخطيط وتصميم وتنفيذ أيد وعقول فريق الجزيرة. موظفون من أقسام متفرقة تحولوا لأجل المناسبة إلى «موارد بشرية» طاقات متفجرة (نسائية ورجالية) شكلوا فسيفساء نجاح قلّ نظيره. وكنت كلما التفت على زاوية وأدهشني جمال التنفيذ ودقة التصميم والتخطيط خطر لي أن تقوم جهة مختصة بمقارنة (comparison) مدعمة بالإحصاءات والأرقام، معتمدة على معايير واضحة وعلمية بين الشركة ومنافساتها التي تقوم بأنشطة مماثلة. مما يصنع دافعاً للتطوير والتفوق الذي يعود دائما بالفائدة على جميع الأطراف. لأن ما رأيناه وشهدناه يصلح لأن يكون مثالاً يحتذى به لكل من يخطط لإضفاء لمسة اجماعية لبيئات الأعمال، ولتدعيم حس الانتماء لدى المنسوبين. هذه اللمسات التي حولت مفهوم الإدارة البشرية عبر خط تطورها التاريخي من نمط جامد إلى علاقة حية نابضة بالحس والجمال.
في كتاب الجزيرة المصور لحفل 2013. وهو كتاب تم توزيعه على ضيوف الحفل يحكي قصة حفل العام الماضي بلغة الصور. تمت طباعته بأعلى معايير الدقة والفخامة. في صفحته الأولى تحديداً كتب المدير العام المهندس عبد اللطيف العتيق: «كلنا أمل بأن نكون وفقنا في تقديم واجب الضيافة التي تستحقونها، راجين أن تصفحوا عن أي هفوة أو تقصير خلال ترتيبات الحفل».
فتأمل. وتعلم!