كنت أتوجه بالسؤال إلى نفسي وإلى الآخرين: ما جدوى أن تبيع مؤسسات وكبار الصحف في العواصم العالمية صحفها بأقل من كلفة الإنتاج، وربما يتم التوزيع مجاناً؟.
تراودني أسئلة كثيرة وأنا أشاهد في الفنادق العالمية نسخاً لصحف - تحسب على الكبار- من المؤسسات الإعلامية وتعرض بالمجان في المداخل وعلى طاولات الجلسات الجانبية، كما أسأل عن الربط المباشر والذي لا ينفصل ما بين مناهج التواصل الأكاديمية في السنة التحضيرية بالجامعات، وبرامج التدريب في الأكاديميات، وبين الإعلان التجاري، هذه الأسئلة وغيرها كانت الإجابة عليها حاضرة بصورة منهجية أكاديمية وصيغة إعلامية وتجارية كانت حاضرة في الحفل الذي دعت إليه جريدة الجزيرة الأسبوع الماضي في دبي 2014م -دعت- مجموعة واسعة من الإعلاميين بالمملكة من الصحفيين والكتاب والإدارة الصحفية لاطلاعهم على أكبر تطور تشهده الصحافة السعودية بعد القفزة الأولى في النصف الأول من الستينات الميلادية انتقالها من صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات .وبعد القفزة الثانية في أوائل التسعينات الميلادية من تملك المؤسسات للمطابع و المقرات الحديثة للصحف، وتأتي القفزة الجديدة التي تفردت بها الجزيرة للنهوض بالإعلام الشامل الورقي والرقمي وتطوير الخدمات الإعلامية والتحول من الإعلان التقليدي إلى الإعلان الأكثر حداثة ويناسب هذا الزمن التقني لتؤكد أن صناعة الإعلام قوة إدارة ومال وأن البقاء في المستقبل للمؤسسات القادرة على التحديث.
لتحقيق هذه الأهداف قامت الجزيرة ببناء مطابع جديدة تتميز بطباعة كامل العدد ملونا,وأنشأت إدارة متكاملة للصحافة الالكترونية، وعددت صيغ وخيارات الإعلان وأعطته مساحة لونية وحيزاً أوسع وعرضاً يعطي لصاحب الإعلان أفضلية العرض المناسب للمنتج، ويتيح للمتلقي جمالية الإعلان على الورق والشاشات.
إذن صحيفة الجزيرة تقدمت صف الصحافة السعودية والصحافة الخليجية والعربية بخدمة الخبر والإعلان, وضخت أموالا إضافية لطرح نموذج جديد من أداء العمل الصحفي المتكامل والمنسجم مع الإعلان، وأيضا تقديم إعلام الكتروني -رقمي- يخدم الخبر والإعلان، فالمؤسسات الصحفية وجميع العاملين في مجال صناعة (الميديا) إذا لم يطوروا الأداء والفكر والفلسفة باتجاه الأفق الجديد في الإعلام الرقمي ستتحول مؤسساتهم إلى إدارات نمطية تتداعى وتنتهي إلى الكساد, قضية النشر لوحدها ليست كافية للنجاح إذا لم يكن هناك كوادر وأكثر من منتج ورقي ورقمي، وأكثر من صيغة إعلانية وفضاء غير محدود للإعلان وطموح وتحدي العاملين، إذا لم يطوروا المنتج فلن تصمد مؤسساتهم.
جريدة الجزيرة استعدت للمرحلة القادمة في وقت مبكر وأصبحت الآن جاهزة للتغيير للأفضل في خطوة أعلنت تفاصيلها في دبي وخلال الأيام القادمة ستكشف عن منتجها القادم.