في اللقاءات العلمية والمؤتمرات تتبيّن للجميع، إما بالصدفة أو بالتخطيط، - تتبيّن- الفلسفة الإدارية التي يتمتع بها رئيس المنشأة، والمناخ الإجرائي السائد داخلها، يوم الخميس الماضي في ختام المؤتمر الدولي للإعلام والإشاعة الذي نظمته جامعة الملك خالد في أبها، وفي قراءة التوصيات للدكتور علي شويل القرني، جلس على المنصة مدير الجامعة د. عبد الرحمن بن حمد الداود ووكيل الجامعة د. محمد آل حسون، وبالتساوي معهم عدد من المعيدين من إعلام الجامعة والعاملين في اللجان المالية والإدارية والعلاقات العامة، أي هناك رسالة من إدارة الجامعة لهذا الجيل مضمونها: أنكم أنتم في الواجهة. وهو بعض من السلوك الذي نفتقده في العديد من قطاعاتنا، حيث الصورة لا تتغير يستحوذ المسؤول على كل النجاحات، وينسب له التفوق، ويكاد يذيب من حوله ليكون الأوحد، لا أقول إن د. الداود استثناء في الجامعات السعودية أو في قطاعاتنا، لكن هناك تقليداً في اللقاءات، فعند قراءة التوصيات واختتام اللقاء والمؤتمر ومثله الافتتاح، لا يظهر في الواجهات وأمام عدسات الإعلام سوى رئيس المنشأة، أما من كان لهم الفضل بعد الله في صناعة المؤتمر ونجاحه، نجدهم مجبرين على التواري خلف الصفوف أو خلف ستارة المنصة وحاجز العرض الأخير، خوفاً من إغضاب المسؤول، لأن النجاحات لابد أن تسجل باسم المسؤول الأول.
أكثر ما يناسب هذا القول الجهات الأكاديمية والتعليمية والمهنية التي يفترض أن تكون لقاءاتها تهدف إلى التطبيق والتدريب وصناعة القيادات، فما شاهدناه في جامعة الملك خالد من العمل المقصود لمدير الجامعة، في إبراز الطاقم الإعلامي المنظم للمؤتمر من جيل الشباب، والمساحة الواسعة التي أعطاها للزميل علي شويل القرني بأن يتحرك بكل ثقة، لتحويل مؤتمر تقليدي كنشاط موسمي لقسم الإعلام، إلى مؤتمر دولي كل سنتين تتبناه الجامعة، من أجل تشجيع البحث العلمي واللقاء الدوري لزملاء المهنة من أكاديميين ومؤسسات إعلامية.
نحتاج إلى النضج الإداري والاستعداد الصادق في تشكيل جيل من طلاب الإعلام ومَن هم في بداية السلّم الأكاديمي، وأعتقد أن جامعة الملك خالد إذا استمرت بهذه المنهجية العادلة مع العاملين من أبناء الجامعة، سنكون أمام جيل جديد وُلد من فلسفة إعلامية جديدة، وإدارة أكاديمية جديدة تؤمن ببناء القيادة الشابة وإعدادها للمستقبل دون التفرُّد بالنجاح.