أواخر الأسبوع الماضي تصادف حدث إعلامي في أبها، تمثل في تنظيم جامعة الملك خالد لأكبر تجمع إعلامي في الآونة الأخيرة (الإعلام والإشاعة)، مظهره أكاديمي ومضمونه مؤتمر مفتوح للإعلام الأكاديمي والتطبيقي والمهني، حيث تداخلت المنهجيات والوسائل والثقافات، اختلطت المهنية التقليدية مع التحديثات السريعة في التواصل الاجتماعي، أما الحدث الثاني فكان ظهور وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة في أحد صوالين الحلاقة بانتظار دوره، وقد تم تناقل الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي خلال دقائق قليلة جداً، وصلت كل جهاز محمول ودخلت كل بيت.
الحدث الأول في أبها والثاني في الرياض أو أي مدينة، ما يهم في الأمر أننا بحاجة إلى مؤتمرات إعلامية لمعرفة الحالة الإعلامية والاجتماعية لما يدور حولنا.
كيف نجحت جامعة الملك خالد في أبها منفردة وهي مشكورة - نجحت - في جمع أقطاب عده من الإعلاميين الأكاديميين، والمؤسسات الصحفية، والناشطين في التواصل الاجتماعي، والأفراد المغردين، في حين لم تبادر وزارات: وزارة الثقافة والإعلام، الشؤون الاجتماعية كونها مسؤولة عن الشأن الاجتماعي، التربية والتعليم تضم أكبر تجمع إعلامي، ثم هيئة الصحفيين، وجمعية الكتاب، وجمعية الاتصال، وأخيراً أقسام وكليات وجمعيات الإعلام في الجامعات السعودية لم تنجح مؤخراً في تنظيم مؤتمر إعلامي.
الشخص الذي التقط صورة للوزير الربيعة ينتمي إلى (إعلام الموطن)، وهؤلاء هم التجمع الأوسع والأقوى في صنع الحدث وفي نقل الخبر وأيضاً بالتأثير، لكن خطورته في عدم الضوابط والمعيارية.
نحتاج إلى مؤتمر سنوي تتبنّاه أحد قطاعات الدولة أو الهيئات والجمعيات يكون في العاصمة الرياض أو جدة أو الدمام لمراجعة الحالة الإعلامية، وللاطلاع على آخر التطورات والنظريات والتطبيقات والتجارب العالمية، وحتى يستفيد جيل من الإعلاميين التطبيقيين ممن هم الآن على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية والجامعية، جرعة مهنية وأخرى تربوية، على غرار مؤتمرات التربية الإعلامية، وإعلام المواطن، هذا الجيل سيكون من المحركين للساحة الاجتماعية والإعلامية وفي تكوين الرأي العام.
إذا تأخرنا في المبادرة ونحن بالفعل نعتبر من المتأخرين، سنفوت الفرصة على جيل من الإعلاميين ونجعلهم يتشكلون دون أسس وضوابط.