ليس كل الذين يسيرون أمامك في الأنحاء على سواء..,!!
ليسوا جميعهم سعداء.., ولا كلهم أشقياء..,!
مع أن السعادة, والشقاء تقاسان بَداهةً عند الناس بوفرة المال، وشحه.., !!
كما أن هؤلاء الناس ليسوا صادقين جميعهم.., ولا أبرياء كلهم.., ولا محقين في كل شؤونهم..
هناك من تراه فتُكْبِرُه من منطق حاذق يبدو.., ولسان عذب يرسل.., ولباس مهندم يُظهِر..!!,
يقدم لك تعريفاً به فتدهشك قائمة منجزاته..,
يجلس إليك فتغبطه على شفافيته..,
وحين تحتك به في حقيقة أمره, يكون لباسه ساتراً لعيوبه..,
ولسانه مزخرفاً لكذبه..,
ومنجزاته جهداً لفريقه..,
وسعادته الظاهرة غلافاً لبؤس هشاشته.., وضحالته..!!
هناك من لا تأمنه إن تعرفت إليه..,
ومن لا تحترمه إن اقتربت منه..,
ومن لا تصدقه إن علمت به, ..
أولئك المختلفون يمثلون شرائح البشر الذين تتعامل معهم.., سواء عرَضا تحتك بهم..,
أو دائما تتعرض لمواقف التقاء بهم..!
منهم من تتقاطع معه، ومنهم من تتماس به, ومنهم من تفر منه فرارك من الجذام...!!
أشدهم نكالاً بالحياة الكاذبون هم..!
وأوغرهم فساداً منهم من له مساس بأرزاق الناس, وبمصادر عيشهم..!
تصاب بدهشة حين يتسترعنك المدلس منهم بالوقاحة..!,
ويسطو عليك الكاذب منهم بالوجاهة..!,
ويظلمك المجترئ منهم لقلة حيلتك..!,
وتزداد دهشتك حين تأخذ أمورك نحو الإنصاف.., فتطوح بك رتابة الإجراءات..!!
وتجد أنك مللت، فتقعد على حافة رصيف..,
ترسل نظراتك نحو أقدام العابرين، ..
لتتأكد من أن أحذيتهم تتفاوت أسعارها، ونظافتها, ومقاساتها, ..!
وأن أجسادهم فوقها تختلف ألوانها.., وأحجامها.., وأطوالها..!!
لكن الأرض التي يمشون فوقها هي الأرض..!
تذهب تتفكر في هذا الإنسان الذي تحمله قدماه..,
وتفرق به خصائص فكره، ونفسه، وطبعه، وخلقه..!!
فمواقف المرء من المرء تحكمها مواثيق هذا الاختلاف..,
ويعززها عزم كل فرد لأن يقفز على الخدوش فيه..,
ولأن يتخطى بؤر الرماد..!!