لم يسبقه زمن العجائب هذا زمن أعجب منه..
الناس تختلف لكن ليس على عقيدتها ،ودينها ،ولا على قيمها، وفضائلها..في حال أُسس كلُّ هذا بشكل صحيح وسليم، يوطد القناعة به، ويؤسس للميول الدائمة إليه....
فيما في هذا الزمن يختلف الناس في عقيدتهم، ويسخرونها لغاياتهم، وبسبغونها بتوجهاتهم السياسية..،
بل تنقلب صحونهم التي يطبخونها عليهم..
وللمتأمل أن يشهد كيف تلسعهم حموة طبخهم..، ويكويهم سعيرها..،
ذلك لأنهم في مسرحية هزلية، عبثية لا يجتمع على مشاهدتها من يتأمل رمزيتها، ويتذوق سبكها ،وقوامها في توظيف الأثر لاستئصال الخيبات في الحياة..،
بل يجتمع عليها المختلفون الذين لا تأخذهم لفكرة لماحة..،
ولا لترميم متهالكٍ، ولا لنقض خطأ، ولا لتطهير ملوثٍ..،
بل تزج بهم في عصف دولابي يتدوَّم بأفكارهم، ويقض مضاجع اطمئنانهم، ويشوه البياض في فضاء نفوسهم، ويشيع القلق في بيئاتهم، ويدمر الثقة في لحمتهم،.. ويؤذيهم..
إنها مسرحية الأذى..، والنكبات..، والخيبات هذه التي تشاهد في واقع المنطقة..
عبثية متعمقة في الفتك بمدهشاتها،..
اتسع مسرحها فشمل المنطقة العربية برمتها، ولا تزال تتحصن من لهبها الأسوار الآمنة، تلك التي تسلل إلى نفر منها من خيبات آثارها ما فتَّ في عزائم صبر المحتمين، حيث ذهبت كالجذوة تمس ما حولهم..،..
ترى إلى متى ويطول عرض هذه المسرحية الكالحة المظلمة ..؟
المضحكة ،المبكية، المثيرة للغضب، وللحزن، وللرغبة في التقيؤ بغثيانها الأصفر..؟!
فأبعادها تُلمح بوبال مديد، وآمالها خيبات، وبواعثها من مستنقعات..، كتبها مغرور بنواياه، ومثلها مسحور بها، وذهبت بنارها تسري، وتتفاقم،..
جرت العالم وقواه لإيقاف تيارها، واندفاعة ممثليها، ولم تتئد..!!
ليست تجني بل تُفني،..
وليست تُثمر بل تُفقر..،
وليست تُعمِّر بل تُدمِّر...؟!!
زمن العجائب والمهازل..
إلا من هدى الله..،
فاللهم اهدنا ولا تضلنا، ونق ديننا ،وأتمه علينا صحيحا ثابتا في قلوبنا..
واكشف عن الأمة كروبها، واصرف بأسها، واهد ضالها..
واسدل على مسرح هذا الغثاء ،والعبث لطفك ورحمتك..، ليعود للناس سرورها ،وأمانها ،وسلمها، وسلامها..
حيث الشتاء جاء وهم في عراء..