رام الله - رندة احمد - بلال أبو دقة - الجزيرة:
قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظّمة التحرير الفلسطينيّة، الدكتور صائب عريقات: إنّ الاستراتيجية الفلسطينيّة ترتكز على عدد من المحاور، أولها إحباط أهداف الاستراتيجية التي تنفّذها حكومة اسرائيل برئاسة «بنيامين نتنياهو «من خلال جعل السلطة الفلسطينيّة سلطة من دون سلطة، والاحتلال من دون كلفة، وإبقاء قطاع غزة. وأوضح عريقات خلال لقاء نظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية في مقره بمدينة البيرة في الضفة الغربية أن مرتكزات الاستراتيجية الفلسطينيّة تشمل أيضًا تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وإعادة النظر في العلاقات الفلسطينيّة الإسرائيليّة انطلاقًا من مبدأ تبادليّة الالتزامات، وتدويل القضيّة الفلسطينيّة، بالاستفادة من الفرصة التاريخيّة السانحة لعودة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، من خلال التوجه إلى مجلس الأمن، والانضمام إلى المزيد من المواثيق والوكالات الدوليّة، واستمرار العمل لعقد اجتماع للأطراف المتعاقدة السامية على مواثيق جنيف في 17 كانون الأول الجاري، وكذلك العمل من أجل تطبيق نظام خاص لحماية المدنيين في زمن الحرب. وأكد عريقات أن الوضع الراهن هو أخطر وضع على القضيّة الفلسطينيّة، لا سيما بعد فشل الإدارة الأميركيّة على مدار تسعة أشهر في التوصل إلى اتفاق على المبادئ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأنه بعد انتهاء هذه المهلة لم تجد القيادة مجالًا إلا التوجه نحو تدويل القضيّة الفلسطينيّة، من خلال الاستفادة من الاعتراف الأممي بالدولة، الذي يتعزز باستمرار من خلال اعتراف الدول والبرلمانات بالدولة الفلسطينيّة، وكان آخرها البرلمان الفرنسي الذي صوت لصالح الدولة الفلسطينيّة.
وتطرق عريقات إلى المشاورات الجارية مع فرنسا ودول أوروبيّة أخرى بخصوص مشروع القرار الفرنسي المزمع تقديمه إلى مجلس الأمن، ويتضمن عناصر لتسوية سياسيّة عبر مفاوضات فلسطينيّة إسرائيليّة وفق سقف زمني محدد.
من جهة اخرى نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن موظفين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم: إدارة الرئيس الامريكي -باراك اوباما- تدرس اتخاذ خطوات جدية ومشددة ضد مواصلة إسرائيل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.. يأتي ذلك في وقتٍ دعا فيه وزير الخارجية الروسي- سيرغي لافروف- إلى تفعيل نشاط الرباعية الدولية الخاصة بالتسوية الشرق أوسطية، وقال- لافروف- : إنه آن الأوان لطرح القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي. ونقلت الصحيفة العبرية عن الموظفين المذكورين قولهم: إن الإدارة الأمريكية أجرت قبل عدة أسابيع نقاشا تناول ضرورة وإمكانية تخلي الإدارة عن سياستها الحالية القائمة على نشر بيانات الإدانة والاستنكار والانتقال إلى سياسة الفعل واتخاذ الخطوات الفعلية ضد الاستيطان الاسرائيلي في أراضي الدولة الفلسطينية . ورفض عدد من المسؤولين الأمريكيين الكبار الذين توجهت لهم صحيفة «هآرتس» هآرتس بالاستفسار عن هذا الاجتماع نفي ما ورد على لسان الموظفين الإسرائيليين لكنهم رفضوا تقديم تفاصيل فيما اكتفت الناطقة بلسان مجلس الأمن القومي الأمريكي «برنديت ميهان» بالرد بعبارة «لا تعليق».