رواية نجيب محفوظ (حضرة المحترم) تحكي قصة موظف يسعى للوصول إلى منصب المدير العام.. ويضحي بكل متع الحياة من أجل ذلك..وقد كتب النقاد كثيراً عن تلك الرواية التي القت الضوء على حياة الموظفين وطموحات البعض للوصول إلى أعلى المراتب والانشغال بالعمل ليل نهار.. وترك مباهج الحياة والعيش في أسرة مستقرة..
بطل الرواية عثمان بيومي بدأ حياته من حجرة صغيرة في حارة فقيرة وعمل بالشهادة الثانوية في قسم المحفوظات وأكمل تعليمه وهو يعمل.. ثم أصبح رئيساً للقسم ثم مديراً للإدارة.. وأهمل الحياة الزوجية المستقرة وأهمل صحته أملاً في الوصول إلى منصب المدير العام.. ومات فور بلوغه ما كان يحلم به.
قال عنه رئيسه في عبارة شديدة البلاغة: الحياة يمكن تلخيصها في كلمتين: استقبال ثم توديع
قال أحد النقاد أنها رواية متوسطة المستوى بالنسبة لأعمال نجيب محفوظ لكن فيها رمزية جميلة.
الرواية تشعرنا بالخوف.. وتقول لنا: لابد من إعادة النظر في أسلوب الحياة حتى لا يأخذنا الوقت ننكتشف في النهاية أن العمر انقضى دون أن نحيا.
العمل تم تحويله إلى مسلسل بنفس الأسم من بطولة أشرف عبدالباقي واخراج سيد طنطاوي.
حضرة المحترم لا تعد فقط سيرة حياة موظف.. بل هي حوار فلسفي بين رحلة الإنسان في الحياة برغبة أن يكون محترماً محدد في رهاناته الحياتية ويقاتل من أجل تحقيقها.
افتتح نجيب محفوظ روايته بفتح باب المدير العام.. وانبهار عثمان بيومي بالحجرة الواسعة والمكتب الفخم.. وكان من شدة اعجابه أنه تخيل أنه سيبلغ هذا المكان ويصبح المدير العام ويكون مرجعاً بكل القرارات والتوجيهات.
ومن العبارات التي تضمنتها الرواية:
* الحياة بدأت من خلية واحدة.
* الأخطاء ترتكب بعدد تردد الأنفاس.
* سعادتنا الحقيقية أن الله موجود.
شق طريقك وسط الصخور خير من تسول الصدقة.
كتب الرواية الروائي نجيب محفوظ أول عربي ينال جائزة نوبل للأداب حيث حصل عليها عام 1988م.