أتذكر قبل عشر سنوات عندما أخذني والدي برفقة أخي وذلك بعد أن تخرجنا لتونا من جامعة الملك سعود. أخذنا الوالد خالد إلى أحد المكاتب الصغيرة التي تزعم في ذلك الوقت أن لديها قدرة خيالية على توزيع سيرنا الذاتية على جميع الشركات السعودية. وذلك عبر توزيع «سي دي» على الشركات يحمل الآلاف من السير الذاتية. بعد مرور سنتين، تلقيت اتصالا من شركة صغيرة لم أسمع عنها ترغب بتوظيفي في تخصص ليس من تخصصي لا من بعيد ولا من قريب. ما أحاول أن أقوله لزملائي العائدين من الدراسة بالخارج هي أن أساليب البحث عن العمل قد تغيرت عما هي عليه في السابق. وتغيرها هذا في مصلحتكم لأن منصات توفير الفرص الوظيفية تسمح لكم باستعراض مهارتكم وتخصصاتكم بكل يسر وسهولة، الأمر الذي يسهل على رب العمل التواصل معكم بسرعة فائقة (وذلك مقارنة عما كنا نمُر به قبلكم).
يبرز موقع التواصل المهني «لينكدإن» كمنصة للحصول على عروض عمل أفضل للمهنيين السعوديين. فهناك شركات دولية مهمتها إيجاد الموارد البشرية المناسبة مقابل الحصول على رسوم من الشركات التي تبحث عن العمالة الماهرة. ويطلق اسم «صائدي الرؤوس» على أولائك الذين يجرون المقابلات مع الأفراد الذين يستحقون التوظيف. وصائدو الرؤوس يتشكرون موقع «لينكدإن» ليلا ونهارا ! أما لماذا؟ فهذا الموقع مُخصص من الأساس للطبقة المهنية المحترفة. فهو يسهل عليك ترتيب مهاراتك وخبراتك العملية بشكل منظم، الأمر الذي يساهم في تسهيل تلقيك عروض عمل أجنبية أو محلية في الداخل والخارج. ودائما ما تُجمع الدراسات أن استخدام موقع لينكدان، أكبر شبكة مهنية في العالم، من قبل إدارات الموارد البشرية سيجلب لهم مصرفيين من ذوي الخامات الرفيعة نظرا لسهولة تفحص السيرات الذاتية لهم.
خاتمة
دائما حاول تنويع محفظة «البحث الوظيفية» الخاصة بك (وذلك عبر التقدم على العديد من الوظائف المعروضة على مواقع البحث عن عمل). لا تعتمد على وعود الشركات التي تجري مقابلات معك. دائما حاول أن تتنازل عن بعض قناعاتك الوظيفية عندما تكون في بداية مسيرتك المهنية.