الإعلامية في مهب الريح

فاصلة :

((الحق كالنار عندما تحاول تغطيته يحترق))

- حكمة عالمية -

مشكلتنا الكبرى أننا إلى الآن تأزمنا قضايا المرأة لكننا لا نحسن التعامل معها، ولأني إعلامية سوف أتحدث اليوم عن المرأة في الإعلام، والتي لا زال المجتمع لا يعرف كيفية التعامل معها، فضلاً عن الاعتراف بدورها الذي، ولأسباب عديدة تتعلق بالإعلامية نفسها وبالمجتمع، لم يتطور!!

على سبيل المثال في المؤتمرات والمنتديات الإعلامية، يتضح إهمال المؤسسات الإعلامية نفسها للإعلامية، فنادراً ما تهتم المؤسسات بإرسال منسوباتها لتقديم الأوراق العلمية أو حضور المؤتمرات الإعلامية خارج المملكة للاستفادة وتبادل الخبرات.

وفي المؤتمرات الإعلامية في السعودية لا يتجاوز المنظمون أحد خيارين:

إما أن يتجاهلوا وجود الإعلامية في المشاركة ويكون المنتدى ذكورياً بحضور نسائي، وهذا يعني أن المنظمين يحترمون رأي المرأة عامة، لذلك دعوها للحضور، لكنهم لا يحترمون رأي الإعلامية كمتخصصة، فحرموها من تقديم أي ورقة عمل!!

الخيار الثاني أن يتفضل المنظمون على المرأة ويمنحوها فرصة المشاركة في أوراق العمل، ولكن ليست المرأة الإعلامية ذات الخبرة أو الإعلامية الدارسة أكاديمياً، بل الأكاديمية المتخصصة في مجالات أخرى.

والسؤال لماذا يفعل المنظمون ذلك؟

في المؤتمرات المتخصصة في الإدارة والقانون مثلاً لا يسمح بأن تلقي الإعلامية ورقة عمل، إلا عن دور الإعلام وفي نطاق محدود..

إذن لماذا يسمح في المؤتمرات الإعلامية للنساء المتخصصات في الشريعة أو الإدارة أو أي تخصص، أن يتحدثن في أوراق العمل عن الإعلام؟!!

كان الأمر مقبولاً قبل سنوات، أما الآن وفي ظل وجود عدد من الإعلاميات، لديهن درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود، فهذا معناه تغييب لدور المرأة الإعلامية في الساحة الأكاديمية، وكأنه لا يكفيها حرمانها لسنوات طويلة من دراسة الإعلام في الجامعات أسوة بالرجل.

المنظمون للمؤتمرات الإعلامية بحاجة إلى توعية أكبر بخطورة تغييب الإعلامية المتخصصة أكاديمياً، لأن ما يفعلونه يكرس دورها المهني على حساب دورها الأكاديمي، ولا يمكن لمهنة الإعلام أن تتطور في مجتمعنا وأحد أعمدتها مغيّب عن دوره.

وفي كل الأحوال إذا لم تهتم الإعلاميات اللواتي حصلن على الدرجة العلمية «الماجستير « من جامعة الإمام محمد بن سعود بتفعيل دورهن، فلن يلتفت إليهن المجتمع، فالحقوق لا تُهدى أبداً.