بشكل يومي تغزونا إعلانات التخفيضات لكثير من السلع والمنتجات، من خلال اعلانات الطرق والتلفاز والراديو والصحف، وعندما نشاهد هذه التخفيضات نشك بها وبغزارتها وبكرم التجار وحرصهم واهتمامهم بنا. وما أن نذهب للشراء إلا ونتفاجأ بأن غالبية تلك التخفيضات وهمية وغير صحيحة وفيها من الغش والتضليل الشيء الكثير.
ولعلي أضرب مثلاً لأحد شركات تجارة العطورات والعود؛ فقد كان لديها تخفيضاً سنويا ثابتاً بنسبة (50%) ويصل في حالات كثيرة إلى (75%) بحسب إعلاناتهم، فانتبهت وزارة التجارة والصناعة لهم وتحققت من صحة إعلانات التخفيض لديهم فوجدتها وهمية وغير حقيقية وأغلقت بعض معارضهم وعاقبت الشركة وألزمتها بإزالة أعلانات التخفيضات.
قبل يومين تفاجأنا جميعاً بأحد أكبر شركات بيع الأجهزة الكهربائية والإليكترونية تعلن عن تخفيضات لمدة اربعة أيام بكافة معارضها وبنسبة تصل إلى (50%)، تدافع الناس إلى معارضها يدفعهم هوس تصديق التخفيضات وحب الشراء، وبالصدفة اكتشف أحد الزبائن الأذكياء أن ما كتب في التخفيضات قبل وبعد غير حقيقي وأن السعر المخفض الحالي أعلى من السعر الأصلي من خلال إزالة لاصق التخفيضات، قام مشكوراً بإبلاغ وزارة التجارة والتي تحركت سريعاً للتحقق من الأمر فوجدت أن الزبون على حق وأن الشركة قد ارتكبت حماقة كبيرة في تضليل زبائنها في التخفيضات، فأقفلت الوزارة بعض المعارض التي ثبت فيها الغش والتدليس وأنذرت الشركة وعاقبتها، مما حدا بالشركة بنشر إعلان أن تخفيضاتها مستمرة وأن أي خطأ يكتشفه العميل في التخفيضات يحق له الحصول على السلعة بالمجان.
شركة أخرى كبيرة كانت قد أطلقت قبل أسابيع مضت حملة تخفيضات وتصريف لمنتجاتها وحظيت بإقبال كبير من الزبائن، قامت بالإعلان بأثر رجعي لزبائنها الذين اشتروا منها وقت التخفيضات بأن من يكتشف أي خطأ في السعر الذي اشترى به أن يعود لها ويحصل على قيمة المشتريات نقداً خوفاً على سمعتها وأن ينالها العقاب من وزارة التجارة. في كلتا الحالتين أخطأت الشركتين بمحاولة تصحيح الأخطاء بعدم الاعتراف بالخطأ والاعتذار من الزبائن.
للأسف الشديد، يبدوا أن كثيراً من التجار قد أعماهم الطمع والجشع عن البيع الحلال وأصبح لديهم تضليل المشتري وخداعه أمر لا بأس به غير مدركين خطر الإساءة لسمعة الشركة ومصداقيتها لدى عملائها، فالمهم لديهم تعظيم حجم المبيعات والأرباح والمشتري هو آخر اهتماماتهم، متناسين أن المستهلك الآن أصبح أكثر وعياً وإدراكاً مما مضى، وأصبح يعرف الغش والتدليس ويتجنب التعامل مع الشركات التي تقدم عليه.
وزارة التجارة بقيادة وزيرها الرائع وفريق عمله النشط أصبحت تقف بالمرصاد لكل محاولات العبث والتلاعب والغش من بعض ضعاف النفوس من التجار وندعو الله أن يوفقهم ويعينهم على مهامهم ومحاربتهم للغش والاحتيال.