كسب المال للشقاء

تغريدة رائعة كتبها الزميل القدير تركي الطعيمي في حسابه في تويتر؛ استوقفتني كثيراً؛ وجعلتني أستبدل موضوع مقالي لهذا الأسبوع للحديث عن تلك التغريدة لروعة ما جاء فيها. وقد كتب - حفظه الله: «يسعى كثير من الناس في جمع المال على حساب صحته، ثم ينشغل في علاج صحته من المال الذي جمعه! في الحديث الصحيح (ما قل وكفى خير مما كثر وألهى)».

وكما يقول المثل الإنجليزي «أعطني صحة وخذ ثروتي»؛ وهو ما يؤكد مقولة أن «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء»؛ فكم من ميسور حال وهبه الله الصحة والعافية والعيش بهناء وسعة بال. وفي المقابل، كم من ثري يعاني من تدهور صحته ونكده في عيشته بسبب لهثه في حياته خلف جمع المال. ولعل ما نشاهده اليوم من تصرفات من البعض في السعي الحثيث نحو الكسب المادي بأي شكل وأي طريقة، على حساب صحتهم وأسرهم، خير دليل على أن الحياة الدنيا ألهت البعض عن صحتهم، وتمر الأيام ويتندمون على تقديمهم للمال على الصحة.

نعم، الصحة تاج على رؤوس الأصحاء؛ فهي أنفس من الأحجار الكريمة والأموال الغزيرة.. فليتقِّ الأصحاء ربهم، وليتذكروا نعمته، ويضعوها في موضعها الأمثل. وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّة وَالْفَرَاغُ». وكم من موقف نشاهده بأم أعيننا في مجتمعنا لأشخاص أغناهم الله، ورزقهم المال الكثير، وهم الآن ينفقون ما كسبوه من مال على صحتهم متمنين أن ينفقوا كل ما كسبوه في سبيل التمتع بالصحة والعافية.

اللهم نسألك العافية في الدين والدنيا والآخرة.