الله سبحانه وتعالى منح البشر جميعاً مهارات متنوعة، تختلف من شخص لآخر، بعضها تأتي بالفطرة، وبعضها تكتسب من خلال التعلم والممارسة. الناس تختلف في وجهات النظر، فما تراه أنت صحيحاً قد يراه الآخر خاطئاً، وهكذا.. ويصل الأمر كثيراً إلى الاختلاف بين الأطراف، فكل طرف يرى أنه على صواب؛ ويعمل على محاولة إقناع الطرف الآخر بتغيير وجهة نظره، وتبني فكرته. وفي حين ينجح بعض الناس في التأثير في الآخرين، وإقناعهم بوجهات نظرهم، يفشل البعض الآخر في ذلك حتى وإن كانوا محقين.
مهارات الإقناع موهبة من الله سبحانه وتعالى، يهبها للناس. هناك محظوظون في هذا العالم، ممن يمتلكون هذه المهارة بالفطرة. أما فاقدوها فهم محظوظون أيضاً؛ لأن بإمكانهم تعلمها واكتسابها إذا أرادوا ذلك. سر النجاح في مهارة الإقناع هو أن يكون الشخص نفسه مؤمناً بالفكرة التي يريد الآخرين أن يقتنعوا بها، والثقة بالنفس أثناء الحديث هي مفتاح الوصول للهدف، إضافة إلى الذكاء والفطنة، وتجنب الوقوع في مصيدة الجدال غير المُجدي.
في عالم المال والأعمال مهارة الإقناع تُعد مكسباً حقيقياً للقائد أو التاجر أو صاحب العمل في تحقيق أهداف المنشأة. وتنفق العديد من المنشآت أموالاً طائلة في تدريب مسؤوليها على تعلم مهارات الإقناع لمن لا يجيدها؛ فهي أحد أهم عناصر إنهاء الصفقات بنجاح. وأحد أبرز أسباب فشل بعض التنفيذيين في بعض المنشآت عدم إتقانهم مهارة الإقناع، التي تسبب فشلاً للمنشأة.
اختيار الألفاظ اللطيفة لها أثر طيب في النفوس، والابتعاد عن الغضب والسخرية من الآخرين، والهدوء والصبر والتواضع واحترام الآخرين حتى لو اختلفت بالرأي معهم، من أهم مهارات الإقناع الواجب تعلمها وإتقانها. يقول الكاتب واين داير في كتابه «العزيمة»: إنه على الإنسان أن يختار أن يكون محباً، بدلاً من أن يكون محقاً؛ لأن الرغبة الملحة في أن تكون محقاً تنتهي بنقاش حاد وغاضب، يزيد من العداوات.