كان لنا حضورٌ طاغٍ في معرض الكتاب بالشارقة، المنعقد خلال الفترة من 5 إلى 15 نوفمبر الجاري؛ فإضافة إلى تكريم قناة «العربية» في حفل الافتتاح، فقد تم تكريم دار «مدارك» للنشر، بشخص الزميل تركي الدخيل. ويكاد يكون معرض الشارقة أقرب المعارض نفسياً وتنظيمياً لمعرض الرياض، وتكاد الوجوه التي تلقاها هناك هي التي تلقاها هنا.
إن من أجمل الفعاليات التي شهدها المعرض هذا العام برنامج «حضور الغياب»، وهو أحد الأنشطة السعودية بالمعرض، وأداره مسؤول الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية السعودية في الإمارات الدكتور محمد المسعودي. فلقد حضرت سيرة الفنانَيْن الراحلَيْن صالح العزاز وعلي الخرجي في أمسية أُقيمت لإنصاف المبدعَيْن السعوديَّيْن اللذين حفظتهما ذاكرة الوطن. وقد كان لصديقيهما الإعلامي يوسف أبو لوز رئيس القسم الثقافي بجريدة الخليج الإماراتية والدكتور علي القحيص مدير المكتب الإقليمي لجريدة الرياض بالإمارات حديثٌ عن إنجازات المبدعَيْن الراحلَيْن.
لقد شعرتُ بفرح يشوبه الحزن وأنا أقرأ تغطية هذه الفعالية على إحدى صفحات كل من جريدتَيْ الرياض والجزيرة. وكم تمنيت مثل هذه الفعاليات في معرض الكتاب بالرياض، وفي كل مشاركاتنا في معارض الكتب الخليجية والعربية والدولية. وربما يكون مثل هذا النشاط واحداً من أهم أدوار الملحقين الثقافيين في سفارات المملكة، الذين نأمل أن يتحركوا تحركاً أكثر جدية وفعالية في التواصل بين جمهور البلد الذي تقع فيه السفارة وصورتنا الفكرية والثقافية والفنية والإعلامية الملطخة بالبترول!