أمر رسول الله بإقامة أول فعالية رياضية في مجتمع المدينة المسلم، في السادس من الهجرة، التي تمثلت في سباق للخيل، أوكل إلى علي بن أبي طالب أن يشرف على تنظيمه وترتيبه، الذي كوّن بدوره كادراً من أصحاب المعرفة في سباق الخيل وأصحاب الثقة، كسراقة بن مالك، ليشرفوا على التنظيم والترتيب وتصنيف الخيل، وتحديد بداية ونهاية ومكان السباق، وأسلوب وشروط وكيفية تحديد الفائزين، إضافة إلى ضوابط انطلاق السباق وما يجب أن يلتزم به الفرسان في مشاركتهم.
هذا الأمر يعبّر باختصار عن وجود (نظام المسابقة الرياضية)، من لجنة ولجنة مراقبة إدارية، ولجنة تنظيمية، وقانون مسابقة.
في سنن الدارقطني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله علية وسلم قال له: «يا علي، قد جعلت إليك هذه السبقة بين الناس. فخرج علي، فدعا سراقة، فقال له: يا سراقة، إني قد جعلت ما جعل النبي في عنقي من هذه السبقة في عنقك، فإذا أتيت الميطان (مكان وموقع بداية السبق) فصف الخيل، ثم ناد هل من مصلح للجام، أو حامل لغلام، أو طارح لجل (غطاء الخيل)، فإذا لم يجِبك أحد فكبّر، ثم خلها عند الثالثة يسعد الله بسبقه من شاء من خلقه».
وكان علي بن أبي طالب يقعد عند منتهى الغاية، ويخط خطاً، ويقيم رجلان متقابلان عند طرفي الخط، طرفه بين إبهامي أرجلهما، وتمر الخيل بين الرجلين. ويقول: «إذا خرج أحد الفرسين على صاحبه بطرق أذنيه أو أذن أو غدار فاجعلوا السبقة له، فإن شككتما فاجعلا سبقتهما نصفين ولا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام».
قانون محدد، ومعايير ثابتة ومعلومة، أسست لقانون اللعبة الرياضية (هنا سباق الخيل)، أصبحت مرجعية تحدد الاختلاف، وتضمن عدالة المنافسة.
لعلها أول لجنة تحكيم رياضية لأول مسابقة تنافسية رياضية دشنها رسول الله، اعتبرتها في كتابي (الإسلام والرياضة) الفعالية الرياضية الأولى التي تشكّل الجذر المؤسس للمسابقة الرياضية التي توارثتها المجتمعات الإنسانية إلى وقتنا المعاصر الراهن.