تدهشك دكاكين الاعلام الكروي التي ملأت فضاء الرياضة الخليجية، وهي تستقطب صحفيين من الدرجتين الثانية والخامسة، نعرفهم مجرد مشجعين شحيحي المعارف، معارفهم مختزلة في اللجاج والفحيح ودلق آراء ساذجة وسطحية،مملؤة بشبق التشجيع..البليد.
هذه الدكاكين،جعلت من هؤلاء نجوم شديدي الانتشار و التواجد،والتناقل من دكان إلى دكان،يقّدمون على أنهم واجهة الاعلام الرياضي السعودي..وماهم بذلك(!)،وماهم إلا شللية تواجدت بليل في ساحة الاعلام ،زفتهم آلة تشجيع أمية،لا دخل لها بالإعلام رسالة و مهنية..ولا هم يحزنون!.
دكاكين إعلام الكرة..ساهمت بقصد او من غير قصد..بتغييب الاعلام النظيف:كفاءات ،وطروحات، ومهنية منتسبة لرسالة وقيم الرياضة السامية..تلك التي تعين على إنارة الوعي والثقافة في مدرج الكرة.
وفعلت ذلك، عندما غيبت المعيار العلمي والموضوعي في تحديد مواصفات طواقم وضيوف شاشاتها، واجندة موضوعاتها وأطروحاتها. وانحازت للهدف التسويقي والتشجيعي في تحديد صفة وغاية ومبرر وجودها وتواجدها!.
لذلك، ساهمت هذه الدكاكين بكل حرفنة وحماس..بتأجيج مدرج الكرة، وتبني التناول السطحي والأمي للمسألة الرياضية، وترويج مفاهيمه وثقافته،وشحن العقلية الجمعية الرياضية بآفاتها وأمراضها!.
أخشى على الرياضة الخليجية، من هذه الدكاكين الأمية ، ذات الغرض التسويقي الربحي، والممزق لرسالة الاعلام النظيفة والنافعة، في أن تنجح بتسويق «رياضة داحس والغبراء»،وترويج أعرافها على المشهد الرياضي الخليجي.
وإذا ما نجحت في فعل ذلك،فأبشروا بسيادة «القبائلية الرياضية»الفتاكة،التي ستكون خير شاحن و مغذ لنار التعصب والكراهية..الهدامة، الرياضية وغير الرياضية،..والتي لن تبقي لرياضتنا الخليجية النافعة..لا حرثاً ولا نسلاً!!
لكن..يظل التساؤل الأهم والأخطر..والأكثر..فزعاً: من يقف خلف هذه الدكاكين..وحضورها الكاسح !، وتناوبها و تداولها لـ»طواقم»حصرية (من أنصاف الأميين) من شلة ذات مشترك وهوى تشجيعي.. واحد؟!.