حسناً، ما قاله أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات - الأستاذ - عبدالإله الشريف، بأن: « نسبة تعاطي النساء للمخدرات في المملكة ضئيلة مقارنة بدول أخرى، فهناك 270 حالة في مستشفيات الأمل، 65% منهن غير سعوديات، وأن تعاطي الفتيات للمخدرات، لا توازي عُشر النسبة لدى الشبان». مشيراً إلى وجود تعاطِ ملاحظ لـ «الحشيش» بين الفتيات لا يمكن إنكاره، إذ بدأت النسبة ترتفع،
وعلى وجه التحديد داخل الجامعات، التي لا توجد فيها سياسات لمنع التدخين، وبين النساء المرتادات لمقاهي «المعسلات»، - إضافة - إلى فتيات «الطبقة المخملية».
بداية، فقد يشمل الإدمان الذكور، والإناث. وبقدر ما تنطوي تلك الحالات على الكثير من المأساة، إلا أن إدمان الفتيات قضية تؤرق النفوس، وتكوي القلوب، فأصبحن - مع الأسف - ضحايا للنزوات الشيطانية. وهي - بلا شك - مشكلة واقعية موجودة في المجتمع، لا يحسن تجاهلها، أو الإعراض عنها. ومتى ما تقبل المجتمع فكرة إدمان الفتاة، أمكن معالجتها، حتى لا تقع رهينة للمخدرات.
لا يفيد مجتمعنا أن ننفي وجود نساء مدمنات للمخدرات، وإن كانت بنسب قليلة لا تمثل ظاهرة، إلا أنه من الضروري، التأكيد على تزايد معدلات إقبال الفتيات على تعاطي المخدرات. وقد كشفت إحصائيات جديدة صادرة عن مستشفيات الأمل في عدد من مناطق المملكة قبل سنتين - تقريباً -، بأن نسبة مدمنات المخدرات ارتفعت إلى 20%، عنه في الأعوام الماضية، ووصلت في العام الحالي إلى «320» حالة، جرى علاج «290» حالة منها، فيما بقيت «30» حالة تحت العلاج. وأبانت التقارير الإحصائية، أن النسبة العظمى من الحالات دون الـ «15»، وبلغت هذه الشريحة 30 في المائة من مجموع الحالات، بينما بلغت 20% للحالات التي فوق 20 عاماً. وهذه الإحصائية، تدل على أن مشكلة المخدرات من الآفات الخطيرة، التي تهدد مستقبل أولادنا من الجنسين، وتسلبهم عقولهم، بل وأعز ما يملكون.
ظاهرة إدمان الفتاة، تبرز في المقام الأول حجم المشاكل الاجتماعية التي نعيشها، واختلال الدور المناط بالأسرة، ومن ذلك: الضغوط النفسية، وممارسة العنف ضد المرأة، والفراغ العاطفي لديها، ومنحها الحرية المطلقة دون ضوابط، وهو ما أكدت عليه اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات - على سبيل المثال -، بعدم وجود ترويج لتعاطي «الحشيش» بين الفتيات، إذ إن الفتيات أنفسهن هن من يوقعن بعضهن في دائرة التعاطي، - إضافة - إلى التفكك الأسري، وانصراف اهتمام الأبوين إلى أهداف أخرى غير تربية الأولاد. وهي أسباب لها آثارها السلبية على سلوكيات الفتاة، والذي يجعلها في نهاية المطاف، أن تلجأ إلى مرحلة الإدمان, من أجل الهروب من الواقع الذي تعيش فيه.
إن تقديم الخدمات العلاجية لهذه الشريحة - مطلب مهم -، ولعل أبرزها: العلاج النفسي، ومن ذلك ربطها بالله - جلّ وعلا -، والتقرب إليه بأنواع الطاعات. مع عدم إغفال باقي أنواع العلاجات الأخرى، حتى نجعل الفتاة واثقة بالله، ثم بنفسها، وتصبح امرأة فاعلة في المجتمع، بعد أن نساعدها على العودة إلى الاندماج بالحياة العملية الصحيحة، وهو ما يجعلنا نقطع شوطاً كبيراً في الوصول لأهدافنا.
بقي أن أقول: إن التوعية المستمرة من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، والإعلام المرئي، وتوعية المجتمعات بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات، واستثمار أوقات الفراغ - مراقبة وتوجيهاً -، وغرس القيم الإسلامية، وعدم إهمال البرامج الموجهة لهن - من خلال - البرامج الوقائية، والتوعوية، ستعرف أفراد المجتمع - بجنسيه - بأضرار المخدرات، وما تؤدي إليه من أمراض خطيرة، وكيفية الوقاية منها، وسبل العلاج.