تذكر التقارير، أن من أهم عوامل استقطاب المسلمين من الأوربيين، هو الترويج لنشاطات تنظيم داعش، كتصوير أفلام دعائية؛ من أجل استقطاب المزيد منهم، ووعدهم بمناصب، ونفوذ لم يجدوها في بلدانهم، - إضافة - إلى الملل، والبطالة،
والرغبة في المغامرة. أي: أن هؤلاء لم يجدوا ما يوظف طاقاتهم في النواحي الإيجابية، لا في مجالات العمل، وتوفير الحياة الكريمة، ولم يلقوا متنفسا مقبولا لأزمة الهوية لديهم، ولا فهما واعيا، وحضاريا ملموسا للإسلام. وهي دوافع رئيسة لا يمكن استبعادها من وراء سفر هؤلاء إلى تلك المناطق الملتهبة، والانضمام إلى داعش، ويكون ذلك عن طريق شبكات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
وفي المقابل، فإن تقاريركثيرة قد تحدثت عن وجود آلاف الاوروبيين في كل من سوريا، والعراق، تشارك في الاعمال القتالية هناك. كما كشفت بعض وسائل الإعلام عن وجود منظمات سرية في أوروبا، تعمل على استقطاب الشباب، وإرسالهم إلى العراق، وسوريا. حيث تحدثت هذه التقارير عن وجود أكثر من 5000 شاب أوروبي في صفوف داعش.
ثم إن منظمات الاستقطاب، والتجنيد السرية، والتي تعمل تحت إشراف جهاز المخابرات البريطاني MI6، تعمل على كشف الشباب المسلم المتحمس، وتسهل له إجراءات السفر إلى العراق، أو سوريا، وهناك يتم تجنيدهم في صفوف داعش، الذي يتلقى الدعم المالي من بعض دول المنطقة، ويتلقى الدعم التدريبي، والتسليح من إسرائيل؛ ليخوض هؤلاء الشبان حروباً طاحنة مع أبناء جلدتهم من المسلمين من أبناء الشعبين - العراقي والسوري -، الذين تعتبرهم الولايات المتحدة، وإسرائيل أعداء لها، حتى يلقى هؤلاء الشباب حتفهم، الأمر الذي يعتبر بحد ذاته هدفاً مطلوباً للدول الاوروبية، التي ترغب في التخلص من الشباب المسلم الاوروبيين، كما أعلن ذلك صراحةً وزير الداخلية الهولندي، عندما قال: «إن كل شاب مسلم أوروبي ذهب إلى سوريا، أو العراق، يجب ألا يعود حياً إلى أوروبا، و إن لم تتمكن قوات بشار الأسد، ونوري المالكي من ذلك، فإن عناصر جهاز MI6 السرية سوف تقوم بتصفيتهم جماعياً «.
كما أن وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي، قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة، تعرف: بـ «عش الدبابير»؛ لحماية إسرائيل، تقضي بإنشاء تنظيم شعاراته إسلامية، يتكون من مجموعة قادة يتبنون مجموعة من الأحكام المتطرفة، التي ترفض أي فكر مغاير؛ مما سيساهم في تعديلات هامة في منطقة الشرق الأوسط، ويؤسس لتحالفات تسمح بحماية الأقليات الدينية، والعرقية داخل حدود يعاد رسمها.
إن تجنُّب التأثيرات الناجمة عن انتشار هذه الظاهرة، والتي ستتوقف على مجموعة من العوامل، سيكون من أهمها: التنسيق المستمر بين الدول الأوروبية؛ لمكافحة هذه الظاهرة، باعتبار أن المخاطر القائمة حالياً، ستطال تلك الدول بما فيها الشعوب، والحكومات، والمكونات الاجتماعية فيها، - خصوصاً - وأن مراكز أبحاث غربية، تخضع هذه التوجهات لدراسات وافية؛ لكون حدود المنظمات الإرهابية تشمل - أيضاً - الأندلس، ودول البلقان، وجزءاً من أوروبا الشرقية، - ولاسيما - وأن إعلان الخلافة بالنسبة للتنظيمات الإرهابية توصف لتلك المراكز، بأنها أهم تطور في الجهادية الدولية منذ أحداث 11 سبتمبر.