التطور الشامل الذي غير ملامح هذه البلاد وطال كل شأن فيها يكاد معه جيل الشيوخ أن ينسى ما كانوا عليه وما كانت عليه البلاد فما بالنا بالشباب ممن ولدوا وترعرعو في كنف ما كان من فيض هذا النعيم وذاك التطور مما لابد معه من ردهم لتراث ماضي ما كان عليه آبائهم وأجداهم مما سيكون شغف الشيوخ والشباب على حد سواء.
وليس ثمة ما يمكن الاستدلال من خلاله على ذلك الماضي من التراث ولكن أي تراث وقد تحول ما كان منه بتلك القرى ومبانيها الطينية إلى ركام بفعل عوامل التعرية بعد أن تركها سكانها للسكن في الأحياء الجديدة مما لم يعُد يستطيع من شاهد أطلال تلك القرى أدرك ما كانت عليه ولحال ما كان عليه سكانها مثلما حال زمانهم الذي هو امتداد لأزمنة من كان قبلهم بما فيها من رتابه وتكرار وحياة مليئة بالمصاعب والمشاق.. كل ذلك مما لا بد لجيل اليوم أن يحيط به لكي يدرك مدى الفرق ليس هذا فحسب بل وقدر وعظمة ما تحقق والذي بذل في سبيل تحقيقه غاية ما يستطيع البشر.
وليس ثمة ما يمكن عمله في سبيل ذلك مثل إقامة قرى تراثية جديدة وليس على انقاض ما كان بل وبمواقع جديدة وسط كل منطقة ما أمكن ذلك ومما يمكن اعتباره مشاريع تجارية استثمارية يدعى للمشاركة فيها رجال الأعمال إضافة إلى دعم الحكومة وبجهاتها المختلفة وكل حسب تخصصه بحيث يضم كل مشروع كماً كبيراً من المنازل الطينية أو ذات الطابع الطيني بما يحاكي ما كان من قديم تلك القرى بكل تفاصيله بما في ذلك الأسواق ونوع البضائع والأنشطة المختلفة التي يجب أن تكون ذات طابع تراثي.
اقتراح موجه للهيئة العامة للسياحة والآثار بحكم ما لها من عناية بالتراث لعلها تتبناه مع الجهات المختلفة وصولاً لوضع الفكرة موضع التنفيذ ومشروع كهذا مما سوف يتيح فرصاً وظيفية ومهنية كثيرة سوف تعود بالفائدة على المواطنين ولتكن الخطوة الأولى والتجربة بمنطقة سدير وبالموقع المقابل بالمنطقة الصناعية من جهة الشرق لتوسط الموقع بالمنطقة ومناسبته مما سوف يجعله مشروعاً تراثياً ناجحاً بإذن الله فهل نرى الهيئة العامة للسياحة والآثار وقد خطت خطوتها الأولى في سبيل تحقيق هذه الأمنية التي هي مراد الجميع ورغبتهم.