يسعى قادة الإرهاب إلى جر المملكة إلى مستنقع التيارات، وهي محاولات قديمة ففي الستينيات الميلادية خاضت المملكة أكثر من صراع فرض عليها من الخارج أرادوا أعدائها جرها إلى صراع القومية العربية وصراعات الإخوان المسلمين العديدة، وفي التسعينيات الميلادية سعت منظمة القاعدة إلى خلق صراع حرب الإسلام مع الكفار والمشركين في عودة إلى بداية التاريخ الإسلامي، نشأ عن ذلك التفجيرات التي شهدتها السعودية منذ عام 2001م، واليوم تسعى قوى عديدة منها داعش والقاعدة إلى جر المملكة إلى الطائفية عبر العمل الغادر الذي نفذ في الإحساء قبل أيام راح ضحيتها شباب سعودي لا ذنب لهم.
أرادت داعش والقاعدة وأراد الأعداء المحتملين أن تزحف الحرب الطائفية على الخليج في البحرين والعراق واليوم في السعودية وتم اختيار منطقة الإحساء لكن قد تكون من الفرص التي تبرهن فيها السعودية لكل الأعداء في الداخل والخارج بعد أن وفقها الله في القبض على بعض المجرمين الذين نفذوا العملية الغادرة في الإحساء أن يتم محاكمتهم سريعا محاكمة عادلة وتنفذ الأحكام الشرعية في المنطقة والموقع الذي أرادوه لانطلاقة الطائفية وشرارة الحروب الداخلية.
كشفت حادثة الإحساء أن هذه الأعمال هدفها تخريبي وقد تمت في توافق تيارات عدة التقت وتقاطعت عندها مصالح تيارات ومنظمات قد لا تكون ذات اتجاه مذهبي واحد، فالمنظمات ذات الصبغة المذهبية لها امتدادات مع جماعات ودول لا تلتقي معها في العقيدة لكنها تلتقي معها في الأهداف والغايات.
كان متوقع بعد أن تم تضييق الخناق على داعش في العراق وسورية أن ترتد الأعمال الإرهابية والتخريبية على السعودية والأردن كونهما ضمن التحالف الدولي في حرب الإرهاب، كما حدث سابقا مع منظمة القاعدة عام 2001م عندما ضيقت عليها قوى التحاف الطوق عمدت إلى عمل التفجيرات الإرهابية في المملكة وبشكل جنوني وانتحاري، حتى تم إخمادها وتوقفها لسنوات، داعش تنتهج نفس أسلوب القاعدة في التفجير السهل استهداف التجمعات المدنية، وهدف آخر فعل الوقيعة بين المكون الاجتماعي لبلادنا بالتعاون مع دول تتربص بالمملكة .
بإذن الله ستفشل هذه المحاولات مهما سببت من أذية لأبناء هذا الوطن لأن شعب بلادنا عرف التصالح والتسامح وقام نسيجه الاجتماعي على اللحمة الوطنية والوعي التاريخي لخدمة مصالحه بعيدا عن النزعات الطائفية والقبلية والفئوية.