في لقاء رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوم الاثنين الماضي في ندوة د.محمد المشوح، يتضح أن هناك تشابكا وتقاطعا بين مهام أجهزة الدولة، لكنه لا يمكن أن يقوم رئيس الهيئة بمهام وزارة الثقافة والإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية أو وزارة أخرى، وهذا ما يمكن استنتاجه من عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لو لم يأت صراحة على لسان المتحدثين في الندوة، فبعد الربيع العربي كما يقال صارت (اللعبة) أخطر، لم تكن أمورنا كما كانت عليه قبل الربيع، ومهام الوزارات تعقدت وصارت أصعب، ومثل جهاز هيئة الأمر بالمعروف أصبح في مواجهة فكر تكون فيه أدوات الجريمة هي القضايا الأخلاقية ونشر الرذيلة من أجل هدم المجتمع.
عندما يتحدث رئيس هيئة الأمر بالمعروف يجب أن نصغي إليه وباهتمام لأنه في هذه المرحلة لا يتحدث عن سلوك شخصي أو خطايا هنا وهناك، بل هو يعيش حربا شرسة، فنحن في مجتمع مفتوح على العالم ومتصل به توقع الجريمة قائم، والجرائم التي على شكل حالات ستقع لا سمح الله، لكن الجريمة الأخلاقية المنظمة وفساد القيم المقصود التي تستهدف المملكة وشعبها هي الأخطر على بلادنا ،فقد بدأت مبكرا لكنها استغلت الربيع العربي وظروف حرب اليمن والعراق وسورية لتنشط وسط المجتمع بهدف زرع الانحلال والابتعاد عن الدين وعن الدولة. لذا فإن ملاحظات د.عبداللطيف آل الشيخ أثناء حديثه عن دور الإعلام الرسمي والمؤسسي جديرة بالاهتمام لأنه ليس من المقبول أن يطلق العنان للمحطات المعادية سياسيا ودينيا واجتماعيا دون أن يكون لنا دور ليس في حجب المحطات التي قد تبث من أقمار يصعب التحكم بها إنما أن يكون لنا إعلام مضاد وتصحيحي عبر نشر الحقائق ودحض الأكاذيب.
كما أن لوزارة الشؤون الإسلامية دور في حماية هذا الدين عبر برامج ووسائل إعلامية وغيرها لحماية الإسلام الخلية الأم لدولتنا ومجتمعنا فالربيع العربي خلق واقعا جديدا ،وانهيار المجتمعات ليس من الضرورة أن يأتي عبر الحروب والسلاح فحسب، بل حروب الأفكار والتشكيك بالمعتقدات وإغراق المجتمع بالرذيلة، وهو أكثر تأثيراً وفتكاً، خاصة إذا كان مثل مجتمعنا متشبعا بالإرث التقليدي ونسيجه الاجتماعي مازال وفق الأنظمة النمطية.