أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «تداولات» ومؤسسة «تاد» للبيئة خالد بن عبد الله البواردي لشباب الأعمال أن طريق النجاح في عالم التجارة والمال مهيأ ومتاح أمامهم لكنه يحتاج لرفع سقف الطموح والعمل الجاد والإصرار على النجاح مهما كانت الصعاب والعقبات، وقال إن «صناعة» رجل الأعمال لا تتطلب توفر ثروة لبناء مشروع ينطلق منه.ورسم البواردي في محاضرة نظمتها غرفة الرياض ممثلة في لجنة شباب الأعمال مساء الأربعاء 12/1/1436هـ الموافق 5/11/2014، بعنوان «نقاط التحول في الحياة العملية» خريطة طريق نحو بناء الذات وإثبات النجاح في عالم التجارة أمام الشباب، من خلال عرض تجربته الشخصية التي بدأها من الصفر حيث نشأ في أسرة متوسطة في أحد الأحياء الشعبية بالرياض، فانطلق ليؤسس شركة «تداولات»، ومؤسسة «تاد للبيئة»، و»تاد» للخدمات اللوجستية بدبي.
وقال إن شركته فازت عام 2009 بالمرتبة 23 ضمن أسرع 100 شركة سعودية نمواً، وتعمل في 17 دولة حول العالم، وتقديراً لالتزامها بالمعايير الدولية اعتمدت من الأمم المتحدة ووزارة الدفاع الأمريكية، كما منحته مجلة «فوربس» - الشرق الأوسط التي تهتم بالتجارب الناجحة لرجال الأعمال لقب أكثر رواد الأعمال إبداعاً في مجال البيئة، وهنا ضجت القاعة بالتصفيق من جموع الشباب الذين احتشدوا لسماع تجربة البواردي.
وتابع البواردي أن شركته تمتلك مستودعات في جبل علي بدبي مساحتها 65 ألف متر مربع، وتُعتبر من أكبر مستودعات المواد الكيميائية في الشرق الأوسط، وتعمل في مجال الأنشطة اللوجستية للمواد الكيميائية الخطرة والمواد غير الخطرة، كما يعمل حالياً في تجهيز مستودعات بمساحة 80 ألف متر مربع في جدة والدمام، وسرد مشواره نحو العالمية في عالم التجارة والأعمال بدءاً من نشأته في حي شعبي بالرياض، وفي أسرة متوسطة، وكان العائل والده الموظف الحكومي ذي الراتب المحدود، وقال إن سقف طموحه آنذاك أن يقتني سيارة جديدة ليجاري مجتمع الأغنياء، وبشبه معجزة تحقق حلمه بامتلاك سيارة «كريسيدا»، ورغم ذلك فقد كانت «تتوارى خجلاً أمام السيارات الفارهة الفخمة التي يستخدمها أقرانه الأغنياء!».وقال إنه بعد امتلاكه السيارة ارتفع سقف طموحه للبحث عن المال عن طريق التجارة حيث بدأ يدرك قيمة الادخار وليس الإنفاق، واتجه لتجارة السيارات المستعملة، لكن التجربة فشلت، فتنقل بين شراء مغسلة، والاستثمار في سوق الأسهم وأيضاً عدم النجاح هو الحليف، ثم مندوب مبيعات، وكانت تلك البداية الحقيقية للنجاح والكسب المادي وكانت الصفقة الأولى الناجحة في عملية طباعة كسب منها ألفي ريال، ثم 8 آلاف شهرياً، ثم اقتحم عالم المشاريع بتأسيس مطبعة، باع حصته فيها بـ 300 ألف ريال.ومع نقطة تحول جديدة في عالم التجارة أشار عليه خاله بالابتعاث لأمريكا للحصول على الماجستير، وبعد تردد حيث كان دخله آنذاك يصل 15 ألف ريال شهرياً، ذهب لأمريكا وتعلم الإنجليزية وعاد بالماجستير في إدارة المشاريع، وقبل أن يعود جرب حظه في سوق الأسهم الأمريكية لكنه خسر في النهاية كل أمواله وعاد مديناً، ليتولى إدارة فرع شركة أخواله، وليرتفع سقف الطموح مرة أخرى بعد أن نجح في زيادة الأرباح 20% وتوسيع حجم أعمال الشركة، وبطريق الصدفة اتجه لتأسيس شركة «تاد» المتخصصة في التخلص من النفايات الصناعية الخطرة وكانت البداية في الكويت، ثم في دول الخليج، ثم توسع بتأسيس شركة أخرى للخدمات اللوجستية بدبي.
ثم أدار عدنان الخلف عضو لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض الحوار بين المحاضر وشباب وشابات الأعمال، فقال البواردي إن مفاتيح النجاح في الحياة وعالم التجارة تقتضي من الشاب أن يضع لنفسه هدفاً في كل مرحلة، ونصحه بأن يوسع من سقف طموحه، وأن يصوب على النجوم، حتى يحقق أفضل النتائج، وعليه بالعمل الجاد بلا ملل، ويصر على النجاح، وأن يتعود على الادخار، واقتناص الفرص، ويتخذ القرار السليم لحظة الاختيار التي تصنع التحول في مشوار الحياة والتجارة، وقال إن دقائق يمكن أن ترسم نقطة تحول وانطلاق للشاب نحو النجاح.
ودعا البواردي الشباب لابتكار فكرة متميزة قابلة للتطبيق، أو تطوير فكرة قديمة، ونصح بعدم استعجال الثروة، والعمل بجدية واكتساب الخبرة والثقافة في مجالات العمل والنشاط الذي يمارسونه، واختيار القرار الصحيح، والاعتماد على فريق عمل، ونصح بالابتعاد عن الوظيفة الحكومية، وامتدح فكرة الابتعاث للخارج، لكنه حذّر من إهدارها وإفشال أهدافها فيما لا طائل من ورائه، وقال خذوا الأشياء المفيدة كالصدق والنظام، ونصح بعدم التجارة في الأسهم، وقال إن كل فكرة مشروع قد لا تكون قابلة للتطبيق بنجاح، وعن مناخ الاستثمار بالمملكة قال إن السوق السعودية هي الأكبر والأكفأ، لكنها تعاني من بيروقراطية، وأنها آخذة في التحسن والانطلاق. وختم البواردي قائلاً، النجاح حق مكتسب لكل شاب وشابة، لا تدع الكسل أو الانتقاد أو الخوف أن يسلبك حقك، وقال سيسخرون من أحلامك ثم سيسألونك كيف حققتها؟!!
ومن جانبه تحدث علي العثيم رئيس لجنة شباب الأعمال، فوجه الشكر إلى المحاضر، وما قدمه من تجربة تجسّد جدية الشباب السعودي وإصراره على النجاح، مؤكداً أن هذا هو ما تهدف إليه اللجنة لمساعدة جيل الشباب وصقل مواهبهم وخبراتهم في ميادين العمل الحر وتمكينهم من إنجاح مشاريعهم الخاصة وتقوية دورهم في إثراء الحركة الاقتصادية بالمملكة.