يتواصل مسلسل التشويق الذي تنشر حركة النهضة حلقاته بطريقة (الري قطرة قطرة) بشان اختيار المرشح الذي ستسانده قواعدها الشعبية في الانتخابات الرئاسية ليوم26نوفمبر الجاري. وبالرغم من تواتر التسريبات وتعدد الإشاعات وتتالي التصريحات من اطراف مختلفة حول شخصية (الرئيس المحظوظ إلا أن الثابت ان الحركة لن تدعم ترشح الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس الفائزة بالمركز الأول في التشريعية لسبب بسيط وهي أنها ترفض تغول حزب على المناصب العليا في البلاد وتعارض بشدة هيمنة تيار وحيد على مختلف السلطات الدستورية. ويبدو أن النية صلب النهضة تتجه نحو مساندة الرئيس الحالي المنصف المرزوقي المترشح عن حزبه المؤتمر الحليف الأكبر للترويكا المستقيلة بالرغم من الحملات التشويهية التي تقوم بها أطراف سياسية متحزبة وأخرى ناشطة في المجتمع الأهلي والتي تسعى هذه الأيام الى إعطاء صورة قاتمة عن فترة ترؤس المرزوقي للدولة وادائه الضعيف داخلياً وخارجياً.
وكانت النائبة في المجلس التأسيسي النهضوية محرزية العبيدي أعلنت أن النهضة ستعلن اليوم عن المرشح الذي ستدعمه مشددة على أن المرشح الذي تدعمه النهضة يجب ان يكون بجانب خيارات الشعب وأهداف الثورة وضامنا للحقوق والحريات التي كفلها الدستور. وعن الأسماء التي يمكن أن تختار حركة النهضة من ضمنها مرشحاً وحيدا لتدعمه أكدت محدثتنا ان المسألة لا تنحصر في الأسماء او الهوية بقدر ما تهدف إلى تطبيق المبدأ الذي تتشبث به الحركة وهو مبدأ (لا للهيمنة) داعية إلى ضرورة القطع مع الاستبداد. أما عما إذا كانت تؤكد إعلان حركتها في النهاية عن شخصية معينة أو ربما التخلي عن هذه المبادرة من الاساس فقالت النائبة الاولى لرئيس المجلس التاسيسي: نحن نتصرف بمسؤولية وهناك معطيات لا بد أن نتأكد منها..لكن في النهاية نتمنى ان يكون الشعب التونسي ذكياً بما فيه الكفاية ليفهم أن نجاة تونس في توازنها إن شاء الله. ونفت العبيدي أن تكون القيادات النهضوية قد فكرت يوما في دعم ترشح الهاشمي الحامدي رئيس تيار المحبة الذي كان روج لهذا الخبر سعيا منه إلى لي ذراع النهضة واستقطاب أكبر عدد من قواعدها العريضة. وفي انتظار الساعات القليلة القادمة والحلقة الأخيرة من مسلسل التشويق أعلنت أحزاب التكتل والتيار الديمقراطي والشعب والمؤتمر من أجل الجمهورية والوحدة الشعبية في بيان مشترك لها عن التوافق على نقاط ثلاثة في علاقة بمبادرة مصطفى بن جعفر الداعية لاختيار دعم مرشح موحد للرئاسية ضماناً لأوفر حظوظ النجاح وتتضمن هذه النقاط الالتزام الأخلاقي لدعم المرشح الذي يجتاز الدور الأول من نفس العائلة الديمقراطية الاجتماعية والتأكيد على أنّ التوافق على مرشح وحيد للعائلة الاجتماعية الديمقراطية يمكن أن يحقق اتجاهاً تقدمياً مهماً يعزز فوزها غير أن عدم استيفاء هذا الشرط لا يمنع مرشحيها من خوض غمار هذا الاستحقاق و النصر فيه. كما اتفقت الأحزاب المشاركة في هذا اللقاء على ضرورة مواصلة التشاور والتنسيق ليشمل الإستحقاقات القادمة كانتخابات المجالس المحلية (البلدية).