في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رصدت لميزانية المستحقين للضمان الاجتماعي آلاف المليارات، حيث تجاوزت أكثر من ثلاثين مليار وكانت من قبل لا تتعدى ثلاثة مليارات والذي يؤكد حرصه على أبنائه المواطنين من هذه الفئة الذين وقف على أوضاعهم عن قرب من خلال زياراته الميدانية لأماكن سكنهم والتي جعلت المسؤولين يستشعرون الأمانة الملقاة على عاتقهم في الاهتمام بهذه الفئة ومن أهمها البحوث والدراسات التي تعالج أوضاعهم وتحقيق كل ما يسهم في رفاهيتهم واسعادهم وقد أثمرت هذه الدراسات في التفاعل مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين والذي كانت نتائجها ارتفاع حجم الميزانية المخصصة لهم، ولكن للأسف الشديد المسؤولين في وزارة الشئون الاجتماعية اتبعوا أسلوب التقطير في تقديم المعونة للمستفيدين من الضمان الاجتماعي لا يزيد عن تسعمائة ريال شهرياً للفرد الواحد هذا المبلغ زهيد جداً إذا قيس بحالة الفرد اليومية والمعيشية وما تفرضه ظروف الحياة عليه وخصوصاً الذين ليس لهم عائل ولم يتزوجوا وكبروا في السن والبعض منهم يعيش مع أحد أقاربه وفي مذلة والبعض الآخر يعيش في غرفة صغيرة جداً يعتمد في دفع أجارها على ما يتلاقاه من الضمان ومن فاعلي الخير..
وأذكر بهذه المناسبة صديقاً لي كان يعمل في أحد قطاعات الدولة وتقاعد مبكراً بسبب ظروف خاصة قام بتصفية حقوقه التقاعدية وتمضي الأيام ويكبر في السن وأجبرته الظروف بالرغم من اعتزازه بنفسه أن يلتجئ إلى الضمان الاجتماعي حيث يتم صرف مكافأة مقدارها تسعمائة ريال شهرياً بالإضافة إلى معونة سنوية وقدرها ثمانية آلاف ريال ومع ذلك يعيش وضعاً نفسياً سيئاً لأنه يقيم عند أخته وهو في خجل شديد لأنه يشعر أنه يرهقها في مبادرتها ومساعدتها له والتي تفوق إمكانياتها، وقد وصل الأمر به ابتعاده عن مخالطة أحبائه وأصدقائه بحجة عدم توفر المال بين يديه لأنه يؤمن بالمشاركة وما تفرضه المناسبات الاجتماعية هذه الحالة ليست خاصة بهذا الصديق.. فهناك مئات الحالات بل الآلاف الذين يعيشون هذا الوضع والذي يتطلب معالجة سريعة من قبل المسؤولين في الشئون الاجتماعية وذلك من خلال توظيف ما رصد لهم من مليارات في زيادة معاشات الضمان لكي تساعدهم على مواجهة الحياة وصعوباتها؛ هذا ما نرجوه وبالله التوفيق.