يتحدث بعض المواطنين عن نقاط التفتيش التي يقيمها رجال الأمن بين وقت وآخر داخل المدينة ومداخلها الرئيسة ويتضايقون من ذلك ويعتبرونه على حساب الوقت الذي يحتاجون إليه في حياتهم اليومية، ونسوا أن نقاط التفتيش أقيمت من أجل توفير الأمن لهم، فكم من مجرم ارتكب جرائم مروعة ولاذ بالفرار بسيارته هرباً من يد العدالة التي هي له بالمرصاد من خلال إقامة نقاط التفتيش في الأماكن التي تتوقع أنه متواجد فيها وهذا ما يكتشفه رجال الأمن وما يتوافر لديهم من معلومات، التي عادة يتحصلون عليها من موقع الجريمة والفرق المكلفة بالتحقيق ومتابعة القضايا الإجرامية وأصحاب السوابق وأساليبهم في ارتكاب الجرائم، فنقاط التفتيش لا تقام من فراغ وليست عشوائية إنما اعتمدت على معلومات أمنية دقيقة تتطلب إقامة نقاط تفتيش في بعض المواقع لمحاصرة المجرمين والقبض عليهم في وقت قياسي، وقد سمعت من بعض رجال الأمن أن نقاط التفتيش مهمة في أداء رجال الأمن، ومن النادر جداً ألا تحقق أهدافها، خصوصاً أن المجرم ذليل ويقع تحت الخوف مما يجعله مرتبكا ولا يتصرف بذكاء فهو ينظر إلى نجاته من كماشة رجال الأمن ضئيلة جداً، ويعتبر إقدامه على هذه الجريمة هي مغامرة وإن نجحت فهي من المستحيلات ولكن نزعته العدوانية تغلبت على نزعة الخير عنده بسبب ضعف تربيته وقله الوازع الديني عنده، فالجرائم عند هذا الصنف من البشر منتظرة لأنه تمشى في دمه لا يعير لعواقبها أي بال المهم تحقيق شهواته ورغباته ورجال الأمن ينظرون لهذا السلوك بضرورة التصدي له بكل حزم وبشتى الوسائل ولا ينظرون إلى ردة الفعل عند المواطنين الذين يتذمرون من الوقت الطويل الذي يقفونه عند نقاط التفتيش لأنهم يدركون أن الأمر خطير وقد يصل ضرره للمواطن الذي ينتظر عند هذه النقاط (لا يحس بالنار إلا واطيها)، فنتخيل أن مواطنا ما تمت سرقة بيته وانتهكت أعراضه ما موقفه من رجال الأمن عندما لم يتم القبض على هؤلاء المجرمين، بلا شك سوف يحملهم المسئولية بأنهم لم يتابعوا ويتقصوا أثرهم فيبدأ في تذمره ويطرح بعض التساؤلات لو عملوا كذا لصار كذا ولو أغلقوا الشارع الفلاني لتم القبض عليهم.. وهنا أتساءل عن الدور السلبي لبعض المواطنين الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية، ونسوا أن الأمن للجميع ورجال الأمن تقع عليهم المسؤولية الكبرى في التصدي للمجرمين لأنهم مكلفون من ولي الأمر، ولديهم جميع الوسائل التي تساعدهم في معالجته، وأنبعض المواقف تفرض عليهم اتخاذ بعض الإجراءات في جزء من الدقيقة، حتى وإن صاحبها بعض السلبيات فلهذا المواطن دوره في التعاون وتقديم كل المعلومات لرجال الأمن دون أن تطلب منه، طالما أنها تصب في خدمة الأمن، كذلك أن يتحلى بالصبر ويلتمس العذر لهم في المواقف التي يتبعونها في المعالجة الأمنية.