يوصف قاصر النظر تجاه تحقيق أهدافه، بالناظر إلى رأس أنفه،وهذه حالنا في مجال الثقافة وخصوصا الفن التشكيلي. فجل ما يتم القيام به من أنشطة لا تتعدى حدود الوطن الجغرافية والمجتمعية، بينما تشاهد في العديد من الدول العربية القريبة منا او البعيدة حضورا نشطا في المحافل العالمية..وقد قدر لهذا الفن في وطننا مؤخرا إنشاء جمعية من أهداف لائحتها التي أقرتها وزارة الثقافة والإعلام واعتمدتها رسميا وقرت بها هذه الجمعية أنها هي المعنية بهذا الفن بديلا عما عليه هذا الفن من تشتت في إدارته بين إدارة أو قسم في وكالة الشئون الثقافية ولجنة في جمعية الثقافة والفنون أوما تقوم به بعض المؤسسات الحكومية من فعاليات تشكيلية لا ترجع عند إعدادها او تنظيمها لمعرض تشكيلي إلى أي مرجعية هذه الحال من فوضى التنظيم أبعدت الكثير من أصحاب التجارب المتميزة التي تمثل حقيقة الفن التشكيلي السعودي.
وإنما أصبحت أحد أبرز أسباب تدني المعارض وما يقدم فيها من مشاركات.إذا استثنينا معارض ذات علاقة بمناسبات وطنية أو تشجيع المواهب..
من هنا نعود إلى مساحة نظرتنا المستقبلية لهذا الفن وكيفية الاستفادة من المبدعين الحقيقيين فيه وكيف نتجاوز به حدود رأس الأنف إلى أبعد نقطة تراها العين في محيط الكرة الأرضية...
هناك الكثير من الفرص التي لا تحتاج الا إلى تحرك ومبادرة قد يضع بعضهم الجانب المادي عائقا لها مع ان ما بمكن ان يخدم الوطن ويعرف به إلى العالم ليس خسارة او صعب التحقيق، لكنها الاتكالية أحيانا على من لا يعي ما يدور حوله او ممن لا يريدون أن يشغلوا أنفسهم عما هم فيه من راحة.
أن من أقرب الفرص أو أسرعها لحل مشكلة الانتشار وبشكل مبدئي يمكن من خلالها معرفة إمكانية التعاون مع الآخرين أصحاب التجارب العالمية في المعارض منها أن تقام معارض على هامش الفعاليات الفنية التي تقام عند ( الجيران الأقربون) منها أسبوع الفن في دبي الذي يشتمل على حزمة من الفعاليات الفنية أبرزها أرت دبي بمشاركة العديد من صالات العرض العالمية ودعوة العديد من الفنانين ومن نقاد الفن وتجاره. او بينالي الشارقة الذي أصبح معلما خليجيا عالمي السمعة وخليجي المولد.
فمثل هذا الحضور لا يمكن أن يتحقق الا من خلال الجهة المعنية بهذا الفن والمتخصصة فيه وهي جمعية التشكيليين على ان تدعم بالميزانيات والصلاحيات.