أعلن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أمس الأثنين أن الحكومة تقف وراء القوى العسكرية والأمنية في مواجهتها للإرهابيين. وجاءت تصريحات سلام خلال ترؤسه اجتماعاً أمنياً صباح أمس في السراي الحكومي في بيروت، حضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي وقائد الجيش العماد جان قهوجي، إضافة إلى قادة أمنيين. وقال مصدر رسمي نقلاً عن سلام قوله إن «الحكومة تقف صفاً واحداً وراء القوى العسكرية والأمنية الشرعية في المعركة التي تخوضها لضرب الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان إلى طرابلس والشمال». وشدّد سلام على «ضرورة متابعة المواجهة التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية ضد الخارجين عن القانون، إلى أي جهة انتموا، ومهما كانت الشعارات التي يتخفون خلفها». ورفض «العودة إلى حالة الانفلات الأمني التي كانت فيها طرابلس وأهلها رهائن لمصلحة مشاريع مشبوهة». وأعلن رئيس الحكومة أنه «يولي عناية خاصة للأوضاع الإنسانية المتأتية عن المعارك»، موضحاً أنه «طلب من الوزارات المعنية ومن الهيئة العليا للإغاثة القيام بواجباتها في هذا المجال، وعدم توفير أي جهد لإصلاح الأضرار وتلبية احتياجات الأهالي والتعويض عليهم». وأضاف المصدر بأنه «نوقشت في الاجتماع الخطط العسكرية الموضوعة، واتخذت في شأنها القرارات المناسبة».
في غضون ذلك، بدأ الجيش اللبناني أمس الاثنين الانتشار في أحد قطاعات مدينة طرابلس (شمال) التي هرب منها آلاف المدنيين بعد ثلاثة أيام من المعارك بين الجنود والمسلحين، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. وقد توقفت المعارك خلال الليل. ويبدو أن المسلحين الذين يشتبه بارتباطهم بجبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) اختفوا من حي باب التبانة السني الفقير الذي كانوا يتحصنون فيه، كما ذكر المراسل. وسمعت فقط أصداء إطلاق نار عشوائي صباح الاثنين، فيما بدأ الجيش بتمشيط هذا الحي الواقع شمال ثاني أكبر مدينة في لبنان، والقيام بعمليات دهم وضبط أسلحة وتعطيل ألغام تركها المسلحون. وبعد نداءات من السكان العالقين في باب التبانة ووساطة من كبار رجال الدين سمح الجيش لآلاف المدنيين بالهرب مساء الأحد. وحتى صباح الاثنين لم يكن هؤلاء المهجرون الذين لجؤوا لدى أقارب أو في مدارس عادوا إلى الحي الذي هجره 70 % من سكانه. وتحدث مراسل وكالة فرانس برس مساء الأحد عن فوضى عمت لدى مغادرة الناس من كل الأعمار الحي، من نساء بثياب النوم ورجال يحملون أطفالاً وآخرين يساعدون مسنين. وأعلنت السلطات أن المدارس والجامعات في طرابلس ستقفل الاثنين بسبب المعارك. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل خمسة مدنيين منذ الجمعة، وتسببت عمليات القصف باحتراق عشرات المنازل والمتاجر في وسط المدينة وفي باب التبانة حيث يعيش مئة ألف شخص. كذلك أسفرت المعارك التي امتدت 10 كلم عن المدينة عن 11 قتيلاً في صفوف العسكريين، كما قال الجيش.
وتشهد طرابلس التي تواجه انعكاسات النزاع السوري منذ أكثر ثلاث سنوات استمرار مواجهات دامية بين السنة أنصار المعارضة السورية والعلويين أنصار نظام الرئيس بشار الأسد. لكنها المرة الأولى التي تدور فيها معارك بهذا العنف في وسط «عاصمة شمال لبنان».