شهدت أوكرانيا أمس الأحد انتخابات تشريعية مبكرة يفترض أن تفضي إلى فوز القوى الموالية للغرب بأغلبية كبيرة لإعادة السلام إلى الشرق وتكريس التوجه الأوروبي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة السادسة بتوقيت غرينتش حتى الساعة 18,00 تغ. وقال فاليري انتونينكو في أحد مراكز الاقتراع في شمال كييف حيث كان يتدافع حوالي خمسين ناخباً «آمل أن تنتهي الحرب بعد هذه الانتخابات».
أما يفغين (27 عاما) الذي يعمل مهندس معلوماتية فقد أكد «أريد التغيير. مشكلتنا أنه في السياسة الأشخاص هم أنفسهم ويتقاسمون كل شيء». من جهتها، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس بترو بوروشنكو توجه أمس الأحد إلى الشرق الانفصالي.
وكتب الرئيس الأوكراني على حسابه على موقع الرسائل القصيرة تويتر «وصلت إلى دونباس» حوض المناجم الذي يشمل منطقتي دونيتسك ولوغانسك. كما نشر صورة له وهو يرتدي زي التمويه على متن مروحية.
وكان بوروشنكو الذي انتخب في آيار/مايو الماضي دعا إلى هذه الانتخابات لطي صفحة نظام الرئيس فكتور يانوكوفيتش نهائياً بعد ما أطاحته حركة احتجاجية مدعومة من الغرب استمرت شهراً في ساحة الاستقلال في كييف. إلا أنها تنظم بينما تجري معارك بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في حوض دونباس المنجمي أدت إلى مقتل أكثر من 3700 شخص منذ نيسان/أبريل الماضي وأجبرت أكثر من 800 ألف شخص على الفرار من بيوتهم، حسب أرقام الأمم المتحدة.
ولن يتمكن حوالي خمسة ملايين ناخب من أصل 36 مليوناً في البلاد، من التصويت في القرم التي ألحقتها روسيا بأراضيها في آذار/مارس الماضي وفي المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في الشرق. وسيبقى 27 مقعداً نيابياً خالياً.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الرئيس بوروشنكو يتمتع بالفرص الأكبر للفوز بحوالي ثلاثين بالمائة من الأصوات، حسب استطلاعات الرأي. وسيكون عليه التحالف مع حزب أو أكثر موال للغرب خصوصا الحزب الشعبوي الذي يقوده أوليغ لياشكو وحزب رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك. وتؤيد بعض هذه الأحزاب شن هجوم حاسم على الانفصاليين المدعومين من روسيا كما تقول كييف وحلف شمال الأطلسي. ويرجح ألا يتمكن الحلفاء السابقون ليانوكوفيتش الذين كانوا في الطليعة في انتخابات 2012 والممثلون خصوصا على لوائح حزبي أوكرانيا قوية وكتلة المعارضة، من تحقيق نتائج كبيرة تسمح لهم بتمثيل كبير في ابرلمان.
أما الشيوعيون فيتوقع أن يخرجوا منه. وتجري الانتخابات في فترة صعبة جدا لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتي خسرت القرم في آذار/مارس بعدما انضمت إلى روسيا، وتواجه حركة تمرد مسلحة موالية للروس في حوض دونباس، في نزاع أوقع أكثر من 3700 قتيل منذ منتصف نيسان/أبريل. وستنشر نتائج استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع فور انتهاء التصويت قبل بث النتائج النهائية تدريجيا ليل الأحد الاثنين.
وستعطي هذه النتائج فكرة عن توازن القوى لدى الرأي العام لكن ليس حول توزع مقاعد البرلمان البالغ عددها 450 بسبب الطبيعة المعقدة لطريقة التصويت. وينتخب نصف النواب بالاقتراع النسبي على لوائح وطنية والنصف الآخر بالاقتراع الأغلبي من دورة واحدة في دوائر.