الظاهرة الداعشية !!

أعلنت الكويت عن اختفاء أحد رعاياها بعد ذهابه للحج هذا العام، وقبله اختفى شاب سعودي مبتعث لأستراليا وآخر في أمريكا بصورة مفاجئة. وتدور الشكوك حول انضمام كل أولئك الشباب لتنظيم داعش الإرهابي.

قبل عدة أيام قرأت في موقع إلكتروني تحليلاً لأسباب هبوط سوق الأسهم السعودي، من قلم مجهول يكتب باسم مستعار! وقد ذكر في معرض التحليل أن ذلك يأتي بسبب توغل (مجاهدي) داعش في إحدى القرى العراقية ودعا الله بنصرها! وألحق حديثه بعبارة إن شاء الله! وبعده عرض شاب يعمل مذيعاً بقناة فضائية في حسابه بتويتر صوراً لرؤوس فصلت عن أجسادها وهو يؤيد الفعل الوحشي ويباركه، وبحمد الله تم القبض عليه مؤخراً!.

توقفت عند محلل سوق الأسهم ودعائه، واسترجعت حالة الاختفاء المفاجئ لأولئك الشباب، وقرأت تغريدة ذلك المتوحش، وتعجبت من هذا الانحراف الفكري لديهم وسرعة تجاوبهم مع التنظيم الداعشي الدموي.

ولا أحسب أن إنساناً يحمل في جوانحه قلباً ينبض، ورئة تتنفس يؤيد أو يبارك أفعال تنظيم ما يسمى تجاوزاً (الدولة الإسلامية) أو حتى يستطيع تحمل رؤية منظر الدماء، ناهيك عن الرؤوس المفصولة عن الجسد!

فأي سر فيها داعش؟! وأي سحر تملكه وتسيطر به على عقول أتباعها أو من تتوق نفوسهم للانضمام لها؟

وكيف تجر الشباب لها فينجذبون لها كانجذاب الفراشات للنار وتهاويها فيها؟!

وإلى أي مدى تتنامى الرغبات الدفينة لدى بعض البشر في استباحة الدماء ونهب الثروات وبناء السلطة المزيفة؟!

وأرجو قبل أن تتلاشى داعش وتغيب شمسها ـ قريباً ـ بحول الله أن تتم دراسة دوافع الشباب الذين انضموا لها، وسبر غور نفوسهم التواقة للشر والخراب! ومعرفة البواعث التي تجعلهم يسيرون لها نياماً غير مكترثين بمستقبل ولا استقرار! وضرورة الكشف عن الأسباب التي تقودهم نحو الموت وكراهية الحياة بعيداً عن شعارات الجهاد التي لا تمت لذلك التنظيم بصلة، طالما يقتلون وينكّلون بالمسلمين العزّل وغيرهم بدعاوى باطلة، ويجزون الرؤوس بوحشية قاهرة، ويقدمون صورة سيئة للإسلام والمسلمين.

إن الظاهرة الداعشية التي ابتلينا بها وسحرت بعض شبابنا ينبغي ألا تمضي بالقضاء عليها فحسب؛ بل لا بد من معرفة ما أحاط بها وما نتج عنها من ويلات سنعاني منها عقوداً من الزمن طالما لوثت الفكر ودنست العقول وانتهكت الإنسانية!