يحسن، بل يجب كاستهلال للموضوع رفع أسمى وأجمل عبارات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم فيصل بن بندر، وسمو نائبه الأمير فيصل بن مشعل على جهودهما وحرصهما على سرعة البت في تخصيص أرض ملعب الجوهرة بمنطقة القصيم وتحديد موقعه الملائم من كل الوجوه ليخدم أبناء المنطقة عموماً، وليحقق المساهمة المرجوة لخدمة الرياضة والرياضيين بالمنطقة، وليحقق قبل كل شيء رغبة وتوجيهات قائد مسيرة التنمية الحديثة بمملكة الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وتطلعاتهما الهادفة للرقي بالرياضة والشباب بعيداً عن التكتلات الجغرافية أو الانتماءات والميول، فهي في النهاية مشروعات أراد بها - أيده الله - أن تندرج في قائمة وسجلات واقع التطوير الشامل الذي تعيشه المملكة بصورة تكاملية في كل المجالات، كما أن سمو أمير المنطقة وسمو نائبه أدركا ببصيرتهما النيّرة الأهداف النبيلة السامية من إقامة مثل هذه المشروعات العملاقة، وإنها إنما تخدم المجتمع كوحدة وجسد واحد، وأن يصار إلى توفر المعايير التي من شأنها تحقيق المشروع لأهدافه، وجني ثماره ونتائجه على المدى البعيد واستبعاد النظرة الآنية أو حصرها في نطاق ضيق يخرجها عن مقاصدها التي يراد لها أن تبقى أزمنة تعيشها أجيال حاضرة وقادمة تُثَمّن معنى أن يُقام مثل هذا الصرح الرياضي الشامخ، فقد وقعّت لجنة من (أرامكو) قبل أيام مضت بمقر إمارة منطقة القصيم على استلام الأرض البالغة مساحتها مليوني متر مربع الواقعة في الشمال الشرقي من محافظة البكيرية، بعد أن بدأت أمانة منطقة القصيم بالرفع المساحي لكامل المنطقة وتخطيطها بحسب الشروط الخاصة لأرامكو التي تراعي النواحي الأمنية ونواحي السلامة لمرتادي الجوهرة، وكذلك النواحي التنظيمية للخدمات المساندة. ويجدر بالذكر أن رجل المال والأعمال الشيخ سليمان الراجحي كان أول المبادرين بتطبيق رؤية أرامكو، إذ بدأ بإنشاء ثاني فندق ذي خمسة نجوم بمحافظة البكيرية بالقرب من موقع الجوهرة، وبحسب ما نقل من معلومات أنه سيكون ثاني فندق تقوم سلسلة فنادق هيلتون العالمية بتشغيله بالقصيم بعد فندق محافظة عنيزة، وسيكون فندقا هيلتون جاهزين قبل تسليم مشروع الجوهرة (هيلتون عنيزة منتصف 2016 وهيلتون البكيرية في الربع الأول لعام 2017).
ولا غرابة أن يبادر رجل أعمال من أبناء المحافظة كالشيخ الراجحي بإنشاء هذا المشروع الحضاري مواكباً لإنشاء ملعب جوهرة القصيم؛ فمبادراته وإخوانه رجال الأعمال بالبكيرية معروفة ومشهودة سواء منها الاستثماري أو الخيري، ومن الصعب تعداد ولو جزء منها هنا، لكن يمكن التذكير بأن مدينة البكيرية هي التي سبق أن حازت على نتيجة مسابقة المدن الصحية في العالم لأول مرة بالمملكة (المدينة الصحية الأولى)، وذلك لمعايير عدة تحددها المسابقة، بينها درجة لقياس مستوى تعاون أهالي المدينة المدرجة بالمسابقة الدولية، وأهمية وجدوى البرامج الحضارية التطويرية التي تنفذها لجان الأهالي. وقد تفوقت البكيرية بهذا المعيار بدرجة عالية، يضاف لهذا الأجواء الصحية ونقاء البيئة (بصورها المتعددة)، والثروات والأنشطة المجتمعية وغيرها من المعايير. فالمؤكد أن البكيرية لا زالت تتقدم بقوة في ميادين التقدم والتحضر، فهي بحق مدينة جميلة تجارية ناهضة تتوسط المنطقة، وآن لها أن تزهو بالجوهرة.