ثقافة المجتمع تلعب دورًا مهمًا في سلوكياته، كل ما يمكن أن تشاهده من إيجابيات أو سلبيات هو بالنهاية نتيجة ثقافة مجتمع، ما الذي يجعل تجمعا من أجل اليوم الوطني ينقلب إلى فوضى وتخريب ومضايقات للعوائل في انقلاب غير مفهوم واستغلال خاطئ لمناسبة فرح وطنية؟ ما الذي يجعل احتفال بفوز كرة قدم رياضية ينقلب الى تفحيط و «تقفيل» شوارع وانفلات قد يصل إلى درجة إخراج بعض العوائل المارّة من سياراتهم، وكأن المناسبة مناسبة ساخطة وليست مناسبة فرح كروية؟ شبابنا يعشق التجمعات بشكل غير طبيعي لكن -بعضهم- في النهاية ينجرف داخل هذا التجمُع ليرتكب كثير من التصرفات ضد البنية التحتية أو شل حركة السير التي تمضي بانسيابية في كل مدن العالم مهما كبرت تجمعاتهم، بينما تتعثر عندنا وتنقلب التجمعات أو المسيرات إلى لحظات تعطيل و «نكد» تجعلك تشعر بالندم على خروجك من البيت في هذا الوقت الذي تزامن مع هذه المناسبة، في مجتمعنا أمر طبيعي وغير مستنكر أن يتجمع الناس حول حادث سير، ويعيق كل عمليات الإنقاذ، أصبح الآن مع التطور والتكنولوجيا يعشق التجمع عبر «الهاشتاق» أيضًا ليعيق كل عمليات الإنقاذ! ويشل حركات السير الفكرية في كثير من الهاشتاقات التي يتجمعون داخلها، لتجد مئات وأحيانًا «آلاف» الأسماء الوهمية المغرضة، وقد وجدت فرصتها سواء في الانتقام من شخص أو زعزعة أمن وطن!
مع مراجعة سريعة للكثير من (الهاشتاقات) التي تنشأ داخل مجتمعنا هي تستغل غياب المسؤولية الاجتماعية عن الكثيرين المتواجدين والمختبئين خلف المعرفات والأسماء الوهمية، الذين لا يجدون حرجًا في الكذب والدجل والظلم والقدح والنيل من أعراض الناس مدفوعين بالجهل أو الحقد أو التقصّد بإثارة البلبلة لزعزعة أمن مجتمع آمن، في استغلال واضح للبسطاء من الناس ممن ينطبق عليهم المثل العامي: (مع الخيل يا شقرا)
كنت أتمنى لو كان لدي إحصائيات دقيقة -لذا أطالب المتخصصين بالعمل عليها- لكنني أستطيع أن أؤكد بأن مجتمعنا من أكثر مجتمعات العالم انشاء للهاشتاقات التي تبدو غير ذات أهمية في غالبها أو سطحية لا فائدة منها لأي طرف كان، الذي يحصل عبر ( الهاشتاقات) أو عبر تويتر بشكل عام وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، هو فرصة سانحة لمن يهمه أمر المجتمع السعودي في إجراء دراسات استقصائية توجه وترشد الكثير من تصرفات هذا المجتمع ذات التوجه السلبي بحثًا عن تحديد المشكلة بهدف الوصول إلى حلها، كما تساهم تلك الدراسات في كشف الأسماء والمواضيع التي تقف خلفها دول أو جهات معادية لبلادنا، كما أن هناك هدرًا رهيبًا للوقت واستغلالا خاطئا للفراغ عبر الترصد لخلق الله في إدمان واضح (للهشتقة) لتفريغ شحنات «سلبية» وعقد نفسية لا علاقة لها بالهدف الذي انشأت من أجله جميع مواقع التواصل الاجتماعي وليس تويتر وحده، قاب قوسين وينال مجتمعنا لقب المجتمع (الهاشتاقي) بكل جدارة واستحقاق!