انبرت وزارة الشؤون الاجتماعية للرد على بعض التقارير العالمية التي تتحدث عن تقصير السعودية في رعاية المسنين، ويبدو أننا أصبحنا لا نملك غير كلمتين للرد على أي تقارير تنتقدنا: مجحفة وغير منصفة، وبقية تفاصيل الرد على تلك التقارير لا يتم الاهتمام بها حتى أنك قد تجد تناقضا في الرد يثبت مصداقية هذه التقارير أو بعض ما جاء فيها، تفاخر الشؤون الاجتماعية بأنها تمنح المسن فقط ريالين يوميا لا ثالث لهما مع تعقيب بسيط أنه لا يحتاج إلى شيء أي أن هذا المبلغ هو كرم زائد عن الحد وهو في عالم الأرقام وتضخم المعيشة يكاد يقترب إلى الصفر!
كما تقول الشؤون الاجتماعية إنها لا تقبل دخول المسن الذي له أقارب، وهو شرط تعجيزي يثبت أن التقارير العالمية لديها (طارف علم أكيد)، لأن كثيراً من المسنين والأقارب لا يحبون إحراج بعضهم وليس بينهم علاقة أسرية تصل لدرجة سكن المسن في بيت القريب، المسن الذي ليس له ابن رجل لا يملك حق قرار إسكان المسن في البيت، حتى الابنة الأنثى محكومة في قرار وموافقة زوجها من عدمها، وبالتالي أصبح شرط وجود الأقارب شرطا تعجيزيا يلغي أحقية الملايين من المسنين بالرعاية التي تحاول الشؤون الاجتماعية التهرب منها أو تبرير التقصير بها، يجب أن لا نبالغ في ثناء عملنا ونعترف بوجود بعض التقصير وبعض العجز وبعض الإهمال تجاه هذه الشريحة الغالية على قلوبنا، الكثير من المسنين السعوديين لديهم أقرباء لكنهم لا يقبلون السكن معهم، كما أن شرط خلو المسن من أي أمراض تنافي العقل والمنطق، وتكاد تكون الشرط التعجيزي الثاني الذي يجعل قبول المسن في دور الرعاية أمرا شبه مستحيل، فأين نجد مسنا ليس له أقارب وخالي من الأمراض في نفس الوقت!
أقترح مراجعة شروط وأداء قبول المسنين ورعايتهم، إذ لا دخان دون نار!