لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة ميليشيات إرهابية مثل المسماة «داعش» بدولة مثل المملكة العربية السعودية، أقول هذا بعد الهرج والمرج الذي يحاول بثه الانتهازيون بعد نشر صورة لفرقة الطيارين الذين ساهموا في العملية الجوية لقصف مواقع بذور الإرهاب الداعشية في سوريا. هل يتصور أحد أن المملكة ستختبئ مثل بعض الدول التي تدعم الإرهاب وتدس رأسها خلف ستار الحقوق والثورات؟ أم أنها ستبعث طيارين ملثمين كالدواعش الجبناء ومن يقف خلفهم؟ إننا دولة لا تخاف، تقف بكامل ثقلها وبوجهها الصريح دون تردد ولا مواربة في وجه الإرهاب، تفعل وتقول أمام الملأ ماذا فعلت، ولسنا كمثل الدول الصغيرة مساحة وحضورًا نعمل في الخفاء وندس سموم البغضاء ونزرع بذور الفتنة في كل الدول بهدف زعزعة الأمن والاستقرار!
السعودية لا تخطو خطوة إلا لهدف معين، لا يتعدى ثلاثة محاور: القضاء على الإرهاب، والمحافظة على أمن الدول الشقيقة، ومساعدة شعوب العرب على العيش بأمان واستقرار. أضف إلى ذلك حرصها الدائم على تطمين شعبها وأنه يعيش على أرضٍ ترسخ جذور الأمان في أعماقها، وصورة الطيارين نُشرت وهي تحمل عدة رسائل من أهمها: أن يرى الشعب السعودي كيف تتحرك حكومته لاقتلاع مواقع الإرهاب بعد أن بثّ أصحاب المواقف الانتهازية شائعة أن داعش على أبواب الحدود. كما أنها تشرح خططها الأمنية للعالم بأكمله.
من تكون داعش لتقف على حدودنا؟ وهل هي ند لنا من الأساس لنتعامل معها وفق أصول الدبلوماسية، هي ليست أكثر من جماعات بسيطة تجمع مرضى نفسانيين يبحثون عن القيادة، وشباب ضائع، ونساء يُستخدمنّ في عُهر الخصومة ضائعات لا حياة لهن ولا مستقبل ينتظرهن.
السعودية عندما تنشر صور الطيارين وتكشف كل تحركاتها في مكافحة الإرهاب فهذا لأنها تعمل في النور، ولا تختبئ خلف ستار الظلام الأسود، هذا ما أغاظ عناصر إنترنتية تعمل لصالح دول الظلام، فبدأوا ببث الشائعات عبر حسابات شهيرة في تويتر فقد ماتوا بغيظهم من شجاعة السعوديين التي ما هي إلا استمرارية للعمل الدؤوب الذي وضعناه هدفًا نصب أعيننا ألا وهو مكافحة الإرهاب، والتأكيد لكل العالم، أننا دولة إسلامية ضد الإرهاب وليس كما يحاول -بعضهم- وصم الإسلام بالإرهاب.
وللمتعاطفين مع داعش ومن يعتبرها رمزًا للسنة، فأقرب ما ينفي هذه الفكرة ما فعلوه بالأكراد السنة من قتل وتدمير وتهجير، بينما الأكراد الشيعة لم يقتربوا منهم ولم يمسوهم.. الدلائل كثيرة ولست في وارد إقناع أصحاب الأفكار المنحرفة، فهم في مسار فكري لا يمكن تغييره ولا تبديله، إنما الحديث لأصحاب القلوب البيضاء ممن يصدقون الشائعات التي تبثها حسابات الدول والجماعات الظلامية وتكذب وتفتري ويعتقد -البعض- أنها معلومات حقيقية وموثقة، وما هي سوى محاولات بائسة للاصطياد كالعادة، واستثماركل موقف بطولي للمملكة يغيظهم لبث المشاعر السلبية بين البسطاء واستمالة العقول الهشة التي لا تفهم خارطة الحراك الإرهابي للميليشيات أو للدول التي تدعمها!