بلورة الجهود للحفاظ على اللغة العربية

الاهتمام باللغة العربية والحرص عليها عمل رائع وعظيم ولقد صدرت أوامر كثيرة بالتأكيد على وسائل الإعلام بقواعد اللغة العربية ولكن يلاحظ بكل أسف مزاحمة اللغات الأجنبية لها ومنافستها بشتى الأساليب ومختلف الوسائل حتى تفشت الكلمات الأجنبية بيننا اليوم وبين شبابنا، ولقد سرت هذه الكلمات على الألسنة بشكل كبير وهي كثيرة ومنها أوثيل، أوكي، كنسل، كوبري، كورنيش، مسج، كاشير، كنديشن، كارد، كروكي، تلفريك، كوبي، كوكتيل، يوتيرن، مول، سوبر ماركت.

وغيرها من المسميات في أسواقنا كل ذلك يقتضي المنافحة عنها؛ لأن في ذلك حماية لحياة الأمة وصوناً لعقيدتها، وكما قيل:

فلا تكلوني للزمان فإنني

أخاف عليكم أن تحين وفاتي

كل ذلك يتطلب تفعيل دور المؤسسات التربوية واللغوية في مواجهة هذه الظاهرة ببرامج تحافظ على اللغة العربية أمام هذه المسميات الأجنبية.

إن الواجب يفرض علينا أن نحافظ على اللغة العربية ونقنع الآخرين بأهميتها، لما لها من قيمة حضارية وتاريخية وفكرية، كما أنها تمتاز بأمور وخصائص لغوية كبيرة، وكفاها شرفاً وفخراً أنها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولما تزخر به من روائع البيان والبلاغة والإعجاز والفصاحة، وعلينا أن نعطي لغتنا كل اهتماماتنا بحيث تكون المحور والقاعدة التي نعبِّر من خلالها عن طموحاتنا وتطلعاتنا وممارستنا الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، وأن نكون قادرين على مواجهة التحديات التي تتعرض لها، فلتكن حية في عقولنا ونفوسنا وقلوبنا ووجدانا، إن الحفاظ على اللغة العربية الفصحى سلاح له شأن ومتى فرَّطنا فيها ضعُف تماسكنا وتراخت الصلة بيننا وبين ديننا وثقافتنا وفكرنا وتاريخنا، ومن أجل هذا ينبغي الحفاظ عليها ليصبح لها فاعلية حضارية ومكانة في المجتمع مستوعبة لكل جديد التي حفظتها لغة التنزيل العزيز.

ورعاها الإله صوتاً عليا

في صداه دين الهدى يتسامى