شهد مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس في أول تداولاته بعد إجازة عيد الأضحى خسائر حادة بتراجعه بنحو 706.10 نقطة بنسبة 6.51% عند مستوى 10145.38 نقطة بتداولات تجاوزت 8.7 مليارات ريال. وأكد اقتصاديون ومحللون ماليون في حديثهم لـ«الجزيرة» حول الانخفاض الحاد الذي طال أسهم السوق أمس، أن ما حدث هو ردة فعل غير مبررة لمتغيرات مالية حدثت في الأسواق المالية العالمية، إضافة إلى الانخفاض في أسعار النفط، متوقعين أن تتقلص حدة التراجع في المؤشر خلال اليومين القادمين.
وقال الاقتصادي فضل البوعينين: إن المتغيرات المالية العالمية لا يمكن أن تحدث مثل هذا الأثر القوي على السوق، فانخفاض السوق بنسبة 6.51% في يوم واحد يصنف ضمن الكوارث المالية في أسواق، خاصة إذا لم يكن ذاك الانخفاض مرتبطاً بمتغيرات أساسية تحدث مثل ذلك الأثر المفزع، وأضاف: أعتقد أن للشحن الإعلامي الموجه نحو الضغط على السوق أدى إلى مزيد من الهلع والخوف لدى المتداولين ما دفعهم للتسابق على البيع مع افتتاح السوق وتسبب ذلك في الانخفاض الحاد.
وأشار البوعينين إلى أن عدم وجود قائد لسوق الأسهم السعودية يجعل السوق عرضة لأي متغيرات هامشية تحدث أثراً كبيراً عليها، لذلك يجب أن يكون هناك صانع سوق رسمي يساعد على حفظ توازنها في الأزمات، وقال: أذكر المسؤولين بمقترح صندوق التوازن الذي تم إقراره في العام 2006م ولم يتم إقراره حتى اليوم، ومن مصلحة الصناديق الحكومية أن تحافظ على استثماراتها من خلال دعم السوق وعدم تركها لمواصلة الانخفاض خاصة وأن السوق تحتفظ بمدخرات واستثمارات المواطن.
من جهته قال المحلل المالي هشام الوليعي: إنه قبل إجازة العيد كان هناك انخفاض تصحيحي، أي منذ ثلاثة أسابيع مضت، وبالأمس حصل الانخفاض الحاد بسبب تشبع السوق بالأخبار السلبية التي أثرت على قرارات المتداولين فيما يتعلق بعمليات البيع، أيضاً ارتبطت عملية التداول بأوضاع الأسواق العالمية والخليجية، وهذه العوامل أدت إلى ضغط نفسي على المتداولين نجم عنه تسرع في عمليات إقفال صفقاتهم الشرائية، أيضاً تسارع وتيرة هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية ووصوله إلى مستويات 2010، كان لذلك تأثير مباشر على الاسواق العالمية، في المقابل ارتفاع الدولار الأمريكي، شكل عامل ضغط على الأسواق العالمية بحيث إنه غالباً ما يكون ارتفاع قيمة العملة الأمريكية سبباً في الضغط على أسعار السلع الرئيسية، وهذا ما نشاهده في انخفاض أسعار النفط وأسعار الذهب.
وتوقع الوليعي أن تتقلص حدة التراجع في المؤشر خلال اليومين القادمين ويبدأ بتعويض بعض الخسائر التي تعرض لها خصوصاً أن الفترة الحالية تشهد إعلان الشركات عن أرباحها للربع الثالث.كما أن أسعار الشركات الاستثمارية الكبيرة تقع في أدنى الأسعار، وهي فرصة للمستثمرين، والمتوقع ألا يستمر التراجع لهذه الشركات خلال الأسبوع القادم.
وشهدت تداولات يوم أمس انخفاضا حادا طال أسهم السوق سجلت فيه أسهم 160 شركة تراجعا في قيمتها، فيما حقق سهما شركة تهامة والاتحاد التجاري للتأمين ارتفاعا طفيفا بنحو 0.52% و0.26% على التوالي، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأسهم المتداولة اليوم 266.3 مليون سهم توزعت على أكثر من 140.5 ألف صفقة.
وجاءت أسهم شركات مصرف الإنماء، مصرف الراجحي، سابك، كيان السعودية، دار الأركان، وشركة معادن الأكثر نشاطاً بالقيمة، فيما جاءت أسهم شركات كيان السعودية، مصرف الإنماء، زين السعودية، دار الأركان، معادن، والمتحدة للتأمين في صدارة قائمة أكثر الأسهم نشاطا بالكمية.
وأغلقت كل قطاعات سوق الأسهم السعودية الـ 15 أمس على تراجعات كبيرة تصدرها قطاع التأمين الذي تراجع منخفضا بنسبة 8.06%، تلاه قطاع التشييد والبناء المتراجع بنسبة 7.61%، ثم قطاع الاستثمار الصناعي بنسبة 7.48%، وقطاع التطوير العقاري المتراجع بنسبة 7.33%، تلاه قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 7.27%، وقطاع شركات الاستثمار المتعدد بنسبة 7.10%.
كما تراجع قطاع النقل بنسبة 6.95%، تلاه قطاع الفنادق والسياحة بنسبة 6.63%، ثم الأسمنت بنسبة 6.36%، ثم قطاع المصارف والخدمات المالية المتراجع بنسبة 6.15%، وقطاعي التجزئة والاتصالات وتقنية المعلومات بنسبة 5.87%، تلاهما قطاع الزراعة والصناعات الغذائية بنسبة 5.10%، وقطاع الإعلام والنشر بنسبة 4.35%، و قطاع الطاقة والمرافق الخدمية بنسبة 3.45%، فيما لم تشهد تداولات اليوم تسجيل أية صفقات خاصة.