تتبوأ آن كوال سميث منصب المديرة التنفيذيّة في مؤسسة «بوكس أت ورك» غير المتوخية للربح، التي تكرّس نشاطها لإدخال المطالعة الممتعة إلى مكان العمل. وهي تخبرنا كيف تًحدث مجموعات المطالعة فارقاً في مكان العمل.
سؤال: في وصفك لمؤسسة «بوكس أت ورك»، تقولين إنّها ليست نادياً للكتب، إنّما «حلقة دراسيّة تطوّعيّة». ما الفرق بين الاثنين؟
جواب: في نوادي الكتب، يجتمع الناس بطريقة غير رسميّة. أمّا برامجنا، فيترأسها أستاذ يشاركنا خبرته عن نصّ يثير اهتمامه. وفي الوقت نفسه، لا يهدف البرنامج إلى التركيز على النصّ وحده، بل إلى استعمال النص كنافذة لاستكشاف الأفكار. وغالباً ما أفكّر في أنّ برامجنا هي مزيج بين الحلقات الدراسيّة الجامعيّة ونوادي الكتب.
سؤال: من هم المشاركون؟
جواب: يضم الناس الذين نستهدفهم، بمعظمهم، نسبة 60 في المئة من الراشدين الأميركيّين، ممّن لم تتسنَّ لهم فرصد ارتياد الجامعة. وبفضل البرنامج، يتسنّى للموظفين الذين لا يحصلون عادةً على إمكانيّة التطوّر مهنيّاً في الشركة القيام بذلك. وفي الوقت نفسه، اكتشفنا أنّ البرامج التي يشمل نشاطها مختلف الوظائف والمراتب – والتي يجلس المشاركون فيها من قسم المبيعات بالقرب من رئيس القسم – قد تؤدي دوراً اجتماعيّاً هامّاً في المؤسّسة.
سؤال: هل لاحظتِ تأثيراً في المؤسسات بحدّ ذاتها، أم أنّ الأمر بمعظمه هو من «الإضافات» الممتعة؟
جواب: مع أنّ البرنامج لا يزال في بداياته، سبق أن تنبّهنا إلى حالات، يخبرنا المشرفون فيها بأنّهم رأوا موظّفين يبدون رغبة أكبر بالإعلان عن رأيهم، وبمشاركة فكرة، وبالاختلاف حول موضوع معيّن – والقيام بذلك في إطار حلقة لدراسيّة ومن ثمّ في مكان العمل يُعتَبر أسهل بكثير، لا سيّما إن كانت الشركة تعتمد تسلسلاً هرميّاً واضح المعالم.
سؤال: لا يسعني إلاّ التفكير في أنّ الموظّفين قد يعتبرون أنّ البرنامج فُرِض عليهم في الأوقات المخصّصة لهم. ألا تواجهين ردود فعل سلبيّة على هذا المشروع؟
جواب: يملك الجميع حريّة القول، «هذا لا يناسبني». ونحن لا نعتمد مقاربة نقول فيها، «هذا سيفيدك، وعليك أن تفعله»، بل نقول، «برأينا، ستستمتع بأوقاتك، ويسرّنا أن نقدّم لك هذه الإضافة».
سؤال: ما المفتاح لتوجيه نقاش فعّال في سياق العمل؟
جواب: اختر كتاباً يتناول مواضيع إنسانيّة شاملة ليست بالضرورة على صلة بمكان عمل محدد، ولكن دع القارئ يضع نفسه مكان شخص آخر. وكلّما كان الموضوع قريباً من مكان العمل، شعر الموظّف بأنّ فيه منفعة عمليّة، وصعب عليه التحمّس حياله والالتزام. ولكن عندما يكون الكتاب بعيداً كلّ البعد عن أجواء العمل، قد يذهلك عدد الروابط التي ينشئها القارئ بعمله. ومن شأن الوسيط أن يسمح للموظفين بإيجاد الروابط بأنفسهم، من دون أن يفرض عليهم المواضيع التي سيناقشونها.