أمضى جل عمره في البحث والتنقيب عن قصص وقصائد شعراء وشاعرات غادروا الدنيا الفانية إلى دار البقاء والخلود.. رحمه الله ورحمهم وجميع موتى المسلمين.
سليمان محمد النقيدان شاعر جزل وناقد مجيد، لكن ما سبق لم يحد من ولعه بالبحث والاستقصاء عن شعراء وشاعرات بريدة الذين فاضت قرائحهم بقصائد شعبية رائعة كادت أن تغيب في عالم النسيان، لولا الله ثم جهد هذا الرجل المخلص وقلة من الأوفياء أمثاله.. تعرفت على أبي أحمد - رحمه الله - قبل وفاته بسنوات وجلست معه جلسات كثيرة ودارت بيننا نقاشات متعددة حول الأدب والشعر الشعبي، وقد أكبرت فيه خصال عدة من أهمها كرمه ورجولته ووفائه وولعه بالتراث الشعبي وحرصه الشديد على جمع قصائد شعراء وشاعرات بريدة السابقين وتحديدا الأموات منهم، وقد بذل في سبيل ذلك جهدا كبيرا ومضنيا ودفع من ماله الكثير في رحلات وزيارات لأقارب ومعارف من رحل من الشعراء والشاعرات من أجل الظفر بمعلومة أو قصيدة أو التحقق من قصة أو حادثة.. جمع الاستاذ الشاعر والباحث سليمان النقيدان كتابه الغني (شعراء بريدة) صدر منه جزئين قبل وفاته - رحمه الله - واظن أن الجزء الثالث كان جاهزا للطباعة لكن المنية وفاته قبل طباعته، ولعل الله يقيض له من يتولى طباعته ونشره ليكتمل عقد إصدارات النقيدان عن شعراء بريدة الشعبيين.
رحم الله أبا أحمد وجميع موتى المسلمين فقد كان رجل علم وادب وتاريخ.. وكان نعم المعين والسند لمن يطلب منه معلومة أو مساعدة.