كنت قبل عدة أيام في نقاش مع أحد الضالعين في علم التسويق والاستثمار والمبيعات في المملكة، تحدثنا خلالها عن مواضيع شتى في تلك المجالات قبل أن أقوم بتحويل مجرى النقاش إلى الاستثمار الرياضي بشكل عام ورعايات الهلال بشكل خاص كمثالٍ أبرز. جميعنا مهما كنا نملك من بعد النظر أو التطلّع للبعيد، فإننا ننطلق من أعلى نقطة وصلنا لها. فحتى التفكير خارج الصندوق يظل محصوراً بحدود صندوق الأفكار ذاته. ولكن لأن هذا الخبير التسويقي لم يتم كبت حدود تطلعاته في المساحة الضيقة التي نتناقش داخلها عن استثمارنا الرياضي، وبسبب طبيعة عمله في سوق شديد التنافسية فقد قام بالنظر لـ(الهلال) كعلامة تجارية بحتة وكيان استثماري قائم بذاته، فقد قام بمداهمتي بعدة تساؤلات مرت على مخيلتي كأحداث فلم من الخيال العلمي. قال لا فض فوه: (هل تتخيل الهلال في يوم من الأيام (راعياً) لأحد الأندية الصغيرة في الدرجة الثانية أو الثالثة؟) ثم أضاف: (ما هي أبرز وسائل تنمية (الولاء) التي تتخذها الإدارة المسؤولة عن العلامة التجارية للنادي؟). فأوقفته عن الاسترسال في (خيالاته) حميّة للوسط الذي أحبه واهتم به بعبارة أخجلتني قبل أن تصدمه هو، حيث قلت: (أساساً، الهلال لا يملك قسماً أو إدارة مختصة بالتسويق والاستثمار في النادي). في تلك اللحظة انتهى الحوار وقال: (تبي قهوة ولا شاهي؟).
كم هو محبط ألا تعي قيمة ما تملك. وكم هو مثير للحنق أن تعيش على ضفة نهر جارٍ وتعاني الأمرّين لتذهب عنك الظمأ.
لنتحدث عما هو بين أيدينا الآن، بعيداً عن أحلام لا تطالها الأيدي القصيرة. ماذا يحدث لمتجر الهلال؟ كيف من الممكن أن يحضر عشاق الفريق لمتجرهم بلهفة، ويغادرونه بوجوه عابسة؟ لماذا لم يتم توفير طقم النادي حتى الآن؟ ألا يهتمون؟ ألا يعلمون برغبة كل هؤلاء العشاق؟ ألا يعلمون أن مجرد بيع الطقم لمن ينتظره بلهفة هو استثمار في ولاء مشجع، ومصدر دخل هائل للنادي؟
الأكيد بعد كل هذا، أن مبدأ (يا عمي فكنا من وجع الراس والقلق) هو المبدأ الطاغي عند الحديث عن النادي تسويقياً.
خسارة.
بقايا...
- عين الإمارات مثبتة على زعيم القارة الليلة؛ وبعيداً عن مخاوف التخدير ورغبة الخصم الجامحة، أتوقع أن همّ الترقب أكبر بكثير من همّ اللقاء نفسه. بالتوفيق للهلال.
- ما زال الأمير الوليد بن طلال يشق طريقه في قلب الهلال، والأكيد أنه سيصل لما يريد.
- هدف واحد فقط، سيجعل من المهمة الصعبة ضرباً من الخيال. فالثلاثة ستتحول إلى خمسة في طرفة عين.
- هو لقاء سالم وناصر ثم نيفيز، والله أعلم.
- الحشود الزرقاء تلاحق زعيمها حيثما ارتحل، فتظاهرة الدوحة تتكرر الآن في دبي.
- اقتراب اللقب أكثر من أي وقت مضى، هو دافع لبذل المزيد وليس للتراخي والاتكالية. واسألوا نجوم الزعيم.
خاتمة...
تمُرّ بك الأبطال كلمى هزيمةً
ووجهك وضاح وثغرك باسِمُ
(المتنبي)