تدخل الكرة السعودية مساء اليوم لقائي إياب دور الثمانية الآسيوي متسلحة بزعيم القارة ونمرها طمعاً بحجز نصف مقاعد أكبر قارات العالم في معترك النسخة الحالية من البطولة. ولكن الحسابات بين موقعتي الدوحة والشرائع تختلف في الحسابات والأهداف كثيراً، رغم أن السفيرين لم يشفيا غليل المشجع السعودي ذهاباً بنتائج مريحة تسهل عليها مهمة مباراتي الرد. ففي الرياض ورغم هذا الحشد الجماهيري المهول الذي وجده الزعيم من محبيه، إلا أنه لم يستغل الفرصة بتحقيق فوز مريح يجعل من مباراة الإياب لعبة تكتيكية بحتة بعيداً عن توتر فارق الهدف الواحد.
الهلال حالياً وفي هذه المرحلة من البطولة لا يعاني من شيء سوى قصر فترة المدرب الروماني ريجيكامب.
فريجي (كما يحلو للبعض تسميته) حاول تكوين قناعات فنية في لاعبيه وعناصره في فترة وجيزة محاولاً اختصار الزمن في توليف وصفة نجاح تضمن له تحقيق حلم من وضع مقاليد الحل والربط في يديه.
ولكن الواقع أنه مهما كانت فترة الإعداد طويلة، واللقاءات الودية كثيرة، فلا شيء يشابه اللقاءات الرسمية لوضع اللاعبين على المحك وإبراز ما يملكونه. لا أملك أدنى شك بأنها ليست مشكلة ريجي، ولكنها ظروف البطولة وتوقيتها. فبعض قناعات المدرب والتي أراهن أنه سيبدأ بتغييرها تدريجياً، تهدد مسيرة الهلال في البطولة وخصوصاً في الشق الهجومي للفريق.
فالزج بياسر القحطاني أساسياً أوجد خللاً في أدوار ناصر الشمراني ونيفيز بشكل مباشر. فناصر بدأ بالخروج كثيراً من منطقة الجزاء بسبب تواجد ياسر، مما أفقد الفريق فرصة اقتناص الاهداف من أنصاف الفرص والتي يتميز بها ناصر أكثر من ياسر. وأيضاً نرى أن التأثير قد طال نيفيز لعدم وجود لاعب سريع أمامه في منطقة رأس الحربة قادر على تشتيت دفاعات الخصم أو على إيجاد خلق مساحات تمكن نيفيز من تمرير كرة الهدف.
الهلال بتشكيلته الحالية والتي هي امتداد للموسم الماضي تتكون من عناصر تملك رتماً عالياً في التحرك بالكرة وبدونها أمثال ناصر ونيفيز وسالم ونواف وياسر الشهراني والزوري، ووجود ياسر في منتصف هذه المجموعة هو تعطيل لميزة السرعة وإحراج للكاسر شخصياً قبل الفريق. ياسر لديه من الإمكانيات ما يجعله نقطة الحسم في كل مباراة، ولكن بتوظيف مشاركته بشكل صحيح من حيث عدد دقائق اللعب والأدوار التي تخدم المجموعة ككل. أما سوى ذلك، فهو إهدار لفرص نجاح في متناول يد الفريق.
أما في الاتحاد، فيدخل القروني اللقاء بعد نداءات إعلامية وجماهيرية اتحادية بإبعاده تحت شعار (أنا ومن بعدي الطوفان). فنتيجة الذهاب لم تكن بتلك المرعبة أو العصيّة على التعديل، ولكن المستوى الذي ظهر به الفريق هو ما يقلق الجميع وبالخصوص عشاق العميد. المتفائلون من عشاق العميد يحلمون بالمعجزة مستحضرين نهائي الخمسة التاريخي، وإن كنت أرى أن زمن المعجزات انتهى بزوال مسببات المعجزة (ما ظهر منها وما بطن). فالعين ليس بالفريق السهل، وزلاتكو صاحب الخبرة الكبيرة إبان تدريبه لفرق الوسط والمؤخرة لن تعجزه الحيل لوضع استراتيجية تضمن له الحفاظ على سلامة شباكه لأكبر قدرٍ من الوقت ثم اقتناص هدف كرصاصة رحمة مستخدماً عناصر استثنائية كجيان وعموري.
مهمة العميد ليست سهلة على أرض الواقع وضمن المعطيات الفنية الحالية، ولكننا ندعو جميعاً أن تكون الليلة انتفاضة للعميد تعيد لنا جمال وبهاء تلك الليالي الملاح.
بقايا...
- ياسر الشهراني ذلك الفتى الموهوب بدأت تصل نسبة فعاليته واستفادة الهلال منه إلى الصفر. فليس من المعقول أن كل عرضياته إما في جسم الخصم أو لخارج الملعب، وليس من المنطقي سهولة خسارة الكرة إما بسوء استلام تمريرة أو بتمرير خاطئ. يجب على ياسر مراجعة حساباته كثيراً.
- سرعة استجابة اتحاد كرة القدم لبيان نادي النصر بزيادة عدد الحكام الأجانب لم يسبق له مثيل. ألم تطالب بقية الأندية خلال الموسم الماضي بنفس الطلب؟ لم تم تجاهل مطالباتها؟
- تأييد رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الفوري والقوي لمطالب نادي النصر بالاستعانة بالحكام الاجانب ضربة معلم. فالأرقام بوجود الأجنبي تخدم الهلال أكثر من غيره وجعلت من مطالب النصراويين ومحاولات تبرير خسارة السوبر واقعاً عملياً يخدم الجميع بلا استثناء.
- الأهلي!! لا أجد الكلمات المناسبة لوضع هذا الفريق الكبير. ولا ملامة علي، فحتى محبوه أعجزتهم الحروف.
- توقع شخصي: تأهل أزرق و خروج أصفر. مع دعواتي بتأهل أخضر.
خاتمة...
وذو النباهة لا يرضى بمنقصة ... لو لم يجد غير أطراف القنا عصما
وذو الدناءة لو مزقت جلدته ... بشفرة الضيم لم يحسس لها ألماً
(علي بن مقرم)