السبت 26-6-1435 يصادف الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ملكا وقائدا مظفرا لهذا الوطن بيعة وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا النهج سار عليه أبناء الوطن منذ الأدوار الأولى التي مرت بالدولة السعودية -حرسها الله- منذ تسلم خادم الحرمين الشريفين، أمد الله في عمره وأدام عليه الصحة والعافية والوطن (المملكة العربية السعودية) تعمه نهضة شاملة في المجالات كافة، وفي مقدمة هذه النهضة التنموية الشاملة العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث تمت توسعة للحرمين الشريفين لم يشهدها التاريخ إلا في هذا العهد الزاهر، كل ذلك نابع من اهتمام ولاة الأمر من آل سعود غفر الله للأموات وحفظ الأحياء من اهتمامهم ببيوت الله والمشاعر المقدسة وعناية بالحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى الوطن للحج والعمرة والزيارة كل عام، وقد حصلت عناية متميزة لبيوت الله المساجد التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية ببيوت الله (إنشاءً وترميماً).
كذلك حظي القرآن الكريم كتاب الله باهتمام وعناية ولاة الأمر في هذا الوطن تمثل ذلك في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكذلك المسابقات التي تقام على مدار العام لحفظ القرآن الكريم وتجويده في مقدمة ذلك مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تقام في أروقة الحرم المكي برعاية المليك -حفظه الله-.
إضافة إلى المسابقات التي تقام في أرجاء الوطن برعاية ولي العهد وأصحاب السمو الملكي الأمراء ولا ننسى الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في المدن والمحافظات والقرى، وكذلك عني المليك -حفظه الله- بالقضاء، وذلك من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير القضاء الذي تضمن نقلة مهمة للعناية بالقضاء الشرعي في المملكة العربية السعودية وحظي بإعجاب الجميع.
وكذلك التعليم أخذ نصيبه من عناية القيادة الرشيدة وكان على رأس ذلك التعليم الجامعي، حيث بلغ عدد الجامعات 35 جامعة موزعة على أنحاء البلاد بما في ذلك التعليم الجامعي الأهلي، وفي مقدمة الجامعات المذكورة جامعة المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بجدة إلى جامعة الأميرة نورة بالعاصمة الرياض وهي خاصة بالطالبات، إضافة إلى وجود كليات خاصة بالطالبات في الجامعات الأخرى المنتشرة في المدن والمحافظات، حيث حظيت المرأة بتوجيهات القيادة الرشيدة بنصيبها من التعليم على أرقى المستويات.
كذلك حظيت المرأة بتوجيه المليك المفدى بالمشاركة في مجلس الشورى، حيث تشارك 30 عضوة من بنات الوطن في أعمال المجلس وتناقش ما يهم المرأة السعودية وفق تعاليم الإسلام السمحة، ومن خلال الخصوصية التي تتمتع بها المرأة السعودية وهناك برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وتم إنجاز ستة برامج ودفع بآلاف الطلاب والطالبات للدراسة في تخصصات مختلفة بعدد من دول العالم واستقبل الوطن كثيرا من خريجي هذا البرنامج الذين انخرطوا في سوق العمل بعد أن تسلحوا بالعلم والمعرفة، ثم يأتي دور التعليم العام من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام بمراحله الثلاث ابتدائي متوسط ثانوي أدى إلى نقلة متميزة في إعداد الطالب والطالبة للحياة العملية.
وهناك تطور في الصناعة والزراعة والتعليم المهني من خلال توجيهات القيادة الرشيدة لتطوير هذه القطاعات بما يحقق تقدم ملموس متميز يواكب ما هو موجود في العالم.
وكذلك اهتمام بالنقل العام من خلال وجود مشروعات تنموية أدت إلى نقلة في الخدمات التي تقوم بها وزارة النقل بما يحقق نموا مطردا، وكذلك اهتمام وعناية بالخدمات البلدية من خلال وزارة الشؤون البلدية والقروية التي تسعى جاهدة بتوجيهات القيادة الرشيدة وبمتابعة من سمو وزير البلديات إلى إحداث نقلة متميزة وتطوير للخدمات التي تقوم بها الأمانات والبلديات والمجمعات القروية في الوطن، وقد لاحظ الجميع تقدما ظاهرا في هذا المجال.
ولا ننسى ما احتلته المملكة من مكانة عالية ومتقدمة في المجالات كافة وعلى الصعد الإقليمية والإسلامية والعالمية كافة، كل ذلك بتوفيق الله ثم بعناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، وفق الله الجميع لكل خير ونجاح.
في هذه الذكرى العطرة التي يعيشها المواطن والمواطنة في هذا البلد الأمن المطمئن يجدد الجميع الولاء والطاعة للقيادة الرشيدة عاقدين العزم على البذل والعطاء والمشاركة في هذه النهضة التنموية الشاملة تعم أرجاء الوطن بتوجيهات واهتمام قائد المسيرة المظفرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، متعه الله بالصحة والعافية، وأمد في عمره على عمل صالح يشد من عضده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وأصحاب السمو أمراء المناطق من أحفاد المؤسس ممن يتولون المسؤولية في أنحاء الوطن وكل مواطن مخلص يسعى جاهدا للمشاركة والمساهمة من خلال جهوده الذاتية ووفق الإمكانات المتاحة في هذه النهضة التنموية الشاملة التي تعم أرجاء الوطن بشكل متسارع ويحقق المزيد من الرفاهية والنماء لوطن الخير والنماء والعطاء في ذكرى البيعة التاسعة، سلمت مليكنا الغالي وسلم الوطن.