إذا لم تعتمد على الباري المصور جلا وعلا في كل أمر من أمورك فإنك تبتعد كثيراً عن الطريق القويم الذي رسمه لك ولهم ولها ولي الدين الحنيف، ولم تتقيد بأحاديث سيد البشرية صلى الله عليه وآله وسلم، والذي يشدد على أن لو كل من في الأرض اجتمعوا لينفعوك بشيء لا يريده الله لك لن ينفعوك أبداً؟
ولو اجتمع من في الأرض ليضروك بشيء لا يريده لك الله لن يمسك منهم أي ضرر
والسؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا لم نؤمن بالقدر، ولماذا نتجاوز هذا المبدأ إلى مبدأ يسمى شفاعة أو واسطة؟ وهل أصبح اعتمادنا على الواسطة أكثر من إيماننا بالمكتوب لنا؟
إنها أسئلة كثيرة لم يتمكن أحد من الإجابة عليها نحن كمسلمين نؤمن بالشفاعة الحسنة التي تر فع الضرر عن المتضرر، أو تساهم في تقريب وجهات نظر أو التوسط بالصلح بين طرفين متخاصمين أو الكثير من أمور الحياة التي تمثل النفع ودفع الأذى، وليس لحساب أشخاص على حساب آخرين لم يكن لديهم من يشفع لهم لدى الجهات التي بيدها الحل والربط.
إن الأمر المستغرب أن الكل يبحث عن الواسطة وخاصة في التوظيف والتعيين والترقيات والهبات والمنح؟
حتى إن كثيراً من الخريجين والخريجات يبحثون عن أسماء يعتقدون أن بإمكانها عمل شيء خارق، وبالتالي تحقيق الرغبات التي لم يتمكن أولياء أمور هؤلاء الخريجين من القيام بها، واستفحلت هذه الظاهرة في كل مجالات الحياة وأصبح اعتماد الباحثين عن العمل على الآخرين؟ إنها حقاً ظاهرة مؤسفة تساهم في تخلف المجتمع وتحطيم إرادة الشباب، والذين من المفترض أن تتاح لهم الفرص سواء من القطاع العام أو الخاص ومساعدتهم لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم ، واعتبار أن هذه الخدمة واجب مقدس لا تحتاج شفاعة أحد؟
ولندرك أن تعليم وتدريب الشباب وتهيئتهم عقائديا ونفسياً وتأهيلهم وتجنيدهم وتسليحهم من الأمور الملحة والتي حث عليها الإسلام وأمر بإيجاد القوة التي تحمي الأرض والعرض وتردع المعتدي، خاصة وأننا في هذه الأيام نعيش في متغيرات مثيرة وعواصف عاتية تحتاج إلى الدروع المتينة والحصون المنيعة والتي تحمي من يلوذ إليها أنهم باختصار شديد أبناء وبنات الوطن ليس عيبا أن تتاح الفرصة لكل مواطن ليؤدي عملا يتلاءم مع مستواه التعليمي وقدراته العقلية والجسمانية لأن للجميع الحق في العمل الشريف، ولأن الوطن بحاجة إلى كل حبة عرق من جبين مواطن غيور يحب وطنه ويضحي من أجله.