فاصلة: ((ليست الثروات هي التي توفر السعادة، إنه استعمال هذه الثروات))
- حكمة عالمية -
استمع مجلس الشورى قبل أيام إلى تقرير لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية بشأن مشروع نظام الإعلام المرئي والمسموع.
ويتكون المشروع من سبع وعشرين مادة، تهدف إلى تنظيم وتطوير نشاط الإعلام المرئي والمسموع داخل المملكة والعمل على توفير البيئة الاستثمارية الملاءمة له، والعمل على أن يكون محتواه متسقاً والسياسة الإعلامية للمملكة.
فيما يبدو أن بعض العضوات فهمن اتساق المحتوى مع السياسة الإعلامية للملكة بشكل مختلف حيث انتقدت إحداهن مذيعات التلفزيون السعودي، واصفة إياهن بـ»التبرج» والمبالغة في التزين، فيما طالبت بإلزامهن بالزي السعودي والاحتشام وعدم استخدام أدوات الزينة.
وأنا أتفهم المطالبة بالحشمة ولكن لا أتفهم مطلقا المطالبة بالزي الرسمي إذ لا أعتقد أن العباءة السوداء زي رسمي للملكة فنساء الخليج يلبسنها كما ان البعض من الدول العربية وغير العربية بسبب العولمة يلبسنها في بلدانهم وتقييد رمزية العباءة بالحشمة غير واقعي.
كما طالبت عضوة أخرى بإضافة مادة إلى النظام تخضع القنوات الفضائية المملوكة لسعوديين أو الممولة من سعوديين لأحكام نظام الإعلام المرئي والمسموع، لأنه حسب تقديرها فإن «محتويات هذه القنوات لا تخضع للسياسية الإعلامية السعودية وتسيء إلى مكانة المملكة ووضعها».
هنا علينا أن نعرف ماهي السياسة الإعلامية للملكة حتى نطالب القنوات الفضائية المملوكة لسعوديين بتطبيقها؟
وبدلا من أن نحرر إعلامنا الرسمي من الرقابة العشوائية (دون معايير) نرتد إلى الخلف لنطالب الإعلام غير الرسمي بالالتزام بهذه الرقابة!!
مع احترامي لأعضاء مجلس الشورى من الجنسين يظهر أن بعض الأعضاء في مجلس الشورى لا يدركون العالم من حولنا ولا يعرفون إلى أي مدى يمكن للإعلام الحر إن يساهم في تغيير صورة المملكة إلى إظهار التغيير الذي أحدثه القرار السياسي في أكثر من مجال في مجتمعنا.
الإساءة لسمعة المملكة لا تكون عن طريق ظهور مذيعات في التلفاز لا يلبسن العباءة السوداء، أو انتشار قنوات فضائية سعودية لا تشبه قنواتنا الحكومية بل تكمن الإساءة في ترسيخ الفكر الجامد المنبثق من أعراف لا تمت للدين بصلة.
وفي خضم كل هذا انشغلنا عن النظام نفسه وهل يتوافق مع هويتنا إلى جانب تحديثه؟
والسؤال الأهم ماهي هويتنا... ماهي استراتيجية الإعلام لدينا... ما هي رؤيته؟ أظن أن هذه الأسئلة قد تصل بنا إلى تفكيك أسباب واقعنا الإعلامي وجموده في زمن الحركة والتطور السريع.