فاصلة:
((عواقب الغضب أشد خطورة من أسبابه))
- حكمة يونانية -
يحدث أحيانا أن نختلف مع من تربطنا بهم علاقة أيا كان نوعها في المنزل أو في الدراسة أو في العمل أو في الحياة بشكل عام.
وتصبح العلاقة شائكة حين نختلف معهم لأنه في هذه الحالة، اقصد حالة الغضب، يبدأ الإنسان في التصرف بسلوكيات اعتادها بصرف النظر عن تقييم الآخر لها، وتضعف مقدرته في التحكم بسبب انفعال الغضب،
على الرغم من أني لا اتفق مع نظريات فرويد النفسية في تفسير السلوك السيئ عند الغضب وتركيزه على سقطات اللسان، إلا أني أميل إلى التفسير الاجتماعي لسلوك الإنسان عند الغضب الذي هو نتاج تنشئته منذ أن كان طفلا، وإلا ما الفارق بين ردود أفعال الناس في المواقف الصعبة ولماذا لا تكون ردود أفعالنا واحدة؟
قراءتنا للمواقف مختلفة وتعتمد كثيرا على تفكيرنا الذي اكتسبناه من البيئة الأولى في حياتنا، وان كان البعض يستطيع بوعيه أن يتجاوز عيوب شخصيته التي شكلتها الأسرة بتطوير ذاته فيدرك أن عليه أن يخرج من مأزق «هكذا رُبّيت وليس بالإمكان أفضل مما كان» إلى وعي «كان لدى أسرتي أفضل شيء تقدمه لي لكن لم يعد مناسبا الآن والأفضل تغييره أو تعديله».
لذلك إذا أزعجتك علاقة ما فأنت أمام خيارين أما أن تتقبل سلوك الآخر وتتأقلم معه مهما كان مزعجا، لأنك لن تستطيع تغييره وإما أن تترك هذه العلاقة المزعجة بكل ما فيها. فالذي اعتاد ممارسة سلوك تشرّبه من أسرته لن تستطيع مهما كانت قدراتك أن تقنعه بتعديله.
وإذا قررت أن تتأقلم مع السلوك المزعج فعليك أن تعي خطورة هذا التأقلم على صحتك النفسية إن لم تكن واعيا ومستعدا، وعليك أن تتذكر دوما أننا لا نستطيع تغيير الآخرين مهما حاولنا لكننا بالوعي نستطيع أن نؤثر فيهم.