ظهر الرئيس الفرنسي هولاند ليعلن لمواطنيه أنه تقرر إلغاء الواجبات المنزلية في المرحلة الابتدائية، (أما في عالمنا الإسلامي فبعض الرؤساء لا يظهر إلاّ ليعلن للناس عن اتقاق قبيلتين أو حزبين على وقف النزاع).
إعلان الرئيس هولاند يحمل دلالتين: أولاهما أنّ المشروع الوطني الأهم والأعظم هو مشروع تطوير التعليم، ففشل مشروع التعليم يعني حتماً فشل برامج التنمية برمتها، وثانيهما أنّ الرؤساء والقادة الكبار اعتادوا أن يتبنّوا بأشخاصهم مشروعات التعليم القومية ويدعمونها بالوقت والجهد والمال، فمثلاً ظهر مشروع الرئيس بلير الخاص بالمعلمين، وظهر مشروع الرئيس بوش الخاص بالطلاب المتعثرين، وظهر مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام.
نعود إلى إعلان الرئيس الفرنسي إلغاء الواجبات المنزلية، في هذا الشأن دعا بعض التربوبيين إلى إلغاء فكرة الواجبات المنزلية في مرحلة التعليم الابتدائي، على أن تعوّض المدرسة ذلك بجهد إضافي يبذله المعلمون خلال اليوم الدراسي. وهذا لا يلغي بالطبع أن يكلف الطالب بعمل قراءات إضافية في المنزل، لكن في المقابل لا يطلب المعلم من تلاميذه حل ثلاث صفحات من أسئلة الرياضيات مثلاً.
أن الواجبات المنزلية تشكل ضغطاً نفسياً على الطلاب وعلى عائلاتهم.
لن أنسى ما حييت عجزي التام عن حل واجبات منزلية تتضمن عمليات (الطرح بالاستلاف)، وكانت هذه المشكلة تسبب لي أرقاً وكابوساً ليلياً، وكان معلمي للرياضيات آنذاك (شامي) يجهل تماماً فن وأصول التدريس، وكان عليّ أن أدفع ثمن جهله هذا بكرهي للمادة وللمدرسة ، ولكن الله أنقذني بمن أخرجني من هذه المشكلة.