أجزم أنه لا تُوجد أسرة سعودية واحدة ليس لها أسهم في هذا المشروع الكبير.. أقصد مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم. عندما يُساهم الناس في أي مشروع فهم في الواقع يتطلعون إلى جني أرباح، وعندما لا يحقق الناس أرباحاً في مشروعهم فإنهم غالباً ما ينسحبون من المشاركة في ذلك المشروع، يُستثنى من ذلك (مشروع تطوير)، فهو مشروع مستمر في التهام رؤوس أموالنا (أبنائنا)، حتى وإن كان لا يحقق أي نجاح.
ليست المشكلة هنا أن مشروع تطوير أصابه بعض التعثُّر، فكثيرٌ من المشروعات التعليمية تتعثَّر، ولكنها بفضل صدق وإخلاص القائمين عليها تنهض من جديد.
في يقيني الشخصي أن مشكلة مشروع تطوير تكمن في كونه يعيش في برج عاجي، وفي عزلة من مشاركة كل شرائح المجتمع السعودي، إنه أقرب إلى أن يكون صندوقاً أسود.
نحن مجموعة من الأساتذة التربويين نجهل تماماً تفاصيل هذا المشروع، ولا نعرف طبيعة مشكلاته ومعوقاته، ولا نعرف ما حقق من إنجازات (إن وجدت).
نحن المواطنين بكل شرائحنا - والحديث هنا لربان سفينتنا التعليمية، خالد الفيصل، شركاء معكم في مشروع تطوير، بل إننا نحن المعنيون به بالدرجة الأولى، وهنا أتقدم برجاء إلى كل القائمين على مشروع تطوير بأن يرونا على (قد المقام)، وبناءً عليه نأمل منهم أن يقدموا لنا نحن المواطنين تقارير دورية تشمل: الإنجازات المتوقعة، الإنجازات المتحققة، معوقات المشروع، المصروفات (المخصصات معروفة طبعاً)، الوقت المتوقع لبلوغ الأهداف.
إن أي تجاهل لرؤيتنا ولمرئياتنا نحن المواطنين بكل شرائحنا يعني بالضبط فشلاً ذريعاً للمشروع.